بدعة المودالية (الأقنوم الواحد ورفض الثالوث) Modalistic
يُعلِّم David K. Bernard المشرف العام للكنيسة الخمسينية المتحدة في كتابة وحدانية الله، المودالية بشكل واضح وعلني.
فيقول في صفحة 12: إن الآب ولابن والروح القدس ليسوا ثلاث أشخاص بل ثلاثة أدوار ووظائف يعمل من خلالها الله الواحد ويكشف عن نفسه.
وفي صفحة 141: إن الله له ثلاث أدوار سماوية الآب والكلمة ليس الابن والروح القدس هم أدوار للإله الواحد.
في صفحة 318 يقول: إن بدعة المودالية هي نفس العقيدة الخمسينية الحديثة.
ولعل المودالية تظهر في الكنيسة الخمسينية المتحدة الدولية UPCI.
يرجح الباحثين أن المودالية أو ما يسمى بالموناركية ظهرت في الفترة بين 180 إلى 300 بعد الميلاد حيث سعي المؤيدين للتوحيد الجاف. فهم يقولون إن الآب والابن والروح القدس مجرد أنماط لله الواحد. فالله هو الآب من بداية الخلق حتى التجسد. وعندما تجسد أصبح الابن. فالمودالية هي نقيض الثالوث.
ومما يضرب هذه النظرية أنه في العهد القديم نفسه الله تكلم عن التمايز في الثالوث بحسب ما جاء في تكوين 1: 26 وتكوين 3: 22 وتكوين 11: 7 وأشعياء 6: 8. عندما يقول الله: أجعل الإنسان على صورتنا كشبهنا. وذكرة للظهورات للرب بانه ملاك الرب تكوين 16: 11 – 13 وتكوين 18: 1 – 33 وخروج 3: 2-6 وقضاة 13: 3-22 وزكريا 3: 1 – 2. ولعل امتداد هذه البدعة هم الموحدون الخمسينيون.
يبرز العهد الجديد شخصية أقنوم الإبن انه شخصية مميزة بحسب أشعياء 9: 6 وارميا 23: 5-6 ومزمور 45: 6- 7 ومزمور 110: 1. فمثلا النص الذي يقول يولد لنا ولد وتعطى الرئاسة على كتفه ويكون إلها قديراً. النص يتكلم عن أشخاص وليس أدوار. ويكون بينهم تفاعل مثل ما ورد في مزمور 110: 1 وأشعياء 48: 16.
والعهد الجديد يؤكد على الوحدانية لكن في نفس الوقت يقول إن هناك ثلاث أقانيم: الاب والابن والروح القدس بحسب متى 28: 19 ويوحنا 10: 30 وكورنثوس الأولى: 8: 6 وكورنثوس الثانية 13: 14 وأفسس 4: 4 – 6 ورؤيا 1: 4 -5.
يقول الدكتور Dr. Joseph R. Nally ما معناه:
تعاليم الموداليةغير منطقي ومضحك هل الآب يحب نفسه؟ أناني؟ أم لابد من وجود أقنوم الابن والروح القدس هل الآب يكلم نفسه؟ فكيف يكون أقنوم واحد في الثالوث؟ قبل خلق الإنسان والكون ماذا كان يفعل الله يحب نفسه؟ إن طبيعة الآب والابن والروح القدس تجعله مكتفي بذاته. هل الآب يرسل نفسه؟ بحسب يوحنا 20: 21؟ الحقيقة تعليم غريب.
Dr. Joseph R. Nally What is Modalism?
كانت الشكلية متواجدة بسبب نفي المسيحية تعدد الآلهة الوثني المتواجد في حينها فأراد الشكلانيون التأكيد أن الاله واحد فدمجوا الأمر في أقنوم واحد وهذا ضد الكتاب المقدس وضد المنطق. الكلام للبسطاء المؤمنين بانه إله واحد الآب ليس كالآلهة الوثنية فوقعوا في خطأ وهرطقة وبدعة. وكان براكسيس Praxeas ونويتوس Noetus من أوائل هذه المدرسة وكلهم من أسيا الصغرى. وقد علم براكسيس أن الآب والابن هم نفس الشخص (الأقنوم) وأن الآب هو من صار إنسان وجاع وعطش وعانى ومات.
Schaff، op. cit.، vol. 2، p. 577.
وانتشرت المودالية في روما مما جعل ترتليان يقول إن ثلاث أقانيم في جوهر واحد. وكتب ضده كتاب ضد براكسيس. وعلّموا الاثنان انه لم يكن سوى إله واحد الآب الذي اظهر نفسه فالابن مجرد تسمية لإعلان لله لنفسه للعالم ودُعيّ الآب الابن لكي ينقل خبراته للأرض. ولكن بالنسبة لنويتس فان الإبن هو الآب المحجوب في الجسد. وذهب تلاميذ من الاثنين لنشر هذا الأمر في روما،
Schaff، op. cit.، vol. 2، p. 578.
عندما يقول النص انه كان الكلمة عند الله هذا يدل أن هناك أقنومين متمايزين بحسب يوحنا 1: 2 وعندما يقول كان الكلمة الله يشير إلى أن الكلمة والله كيان واحد لهم جوهر واحد. والله حينما خاطب الآباء قال أنا إله إبراهيم واسحق ويعقوب وحينما يتم تسبيح الله بالثالوث أشعياء 6: 3 وهذا نادى ذاك وقال: قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض وفي نفس الأصحاح يتكلم الله بالجمع ويقول لأجلنا:
وَسَمِعْتُ صَوْتَ الرَّبِّ يَقُولُ: «مَنْ أُرْسِلُ، وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» عِنْدَئِذٍ قُلْتُ: «هَا أَنَا أَرْسِلْنِي».
وفي رسالة بطرس الأولى 1: 2 بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح، هنا يتم ذكر ثلاث أقانيم الآب والابن والروح القدس، نفس الأمر في رؤيا 1: 4 – 5 يقول عن الثالوث.
إن بدعة المودالية يمكن هدمها من رسالة أفسس 1: 17 وان الابن هو الله بحسب عبرانين 1: 8 وأيضا أعمال الرسل 5: 3 – 4 أن حنانيا كذب على الروح القدس فيدعي الموداليون أن الآب والابن والروح القدس هم أقنوم واحد ولكن الابن والروح القدس ليسوا أزليين، ولكن العبرانين 9: 14 أن الروح أزلي والابن أزلي بحسب عبرانين 1: 12 والعبرانيين 7: 3.
حسب البدعة أنه أقنوم واحد فالظهور الإلهي في المعمودية يضرب هذه البدعة في أعماقها. ففي كورنثوس الثانية 13: 14 يقول نعمة الرب يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس.
جميع المسيحين يؤكدون أن الأقانيم الثلاثة هم واحد. فالمودليزم شتت المؤمنين في الثالوث مثل من يقول الجليد والماء والبخار هكذا الله واحد له ثلاث أدوار.
ماذا نفعل بالنص الوارد الذي يقول إن يسوع هو أمس واليوم وإلى الأبد؟
حينما قال يسوع في يوحنا 5: 17 قال مجدني في المجد الذي كان لي قبل كون العالم فهنا يشير إلى وجود أزلي إلى جانب الآب.
ما يهدم هذه الهرطقة ما حدث في المعمودية فنرى الثلاثة أقانيم تستعلن الآب من السماء والابن في الماء والروح القدس على هيئة حمامة متى 3: 16 – 17. وعلاوة على ذلك، طلب يسوع أن يتم عماد الناس باسم الآب والابن والروح القدس متى 28: 19.
كل هذه الشواهد تجعل المودالية بدعة خطيرة وسخيفة ضد الكتاب المقدس. فمن العهد لقديم يذكر التمايز في الأقانيم داخل الله. والعديد من الآيات تتكلم عن لاهوت الآب ولاهوت الابن ولاهوت الروح القدس وتفرق في نفس الوقت بين كل أقنوم.
أباء الكنيسة الأولى لابد أن نعرف أن أحد اللاهوتيين البارزين وهم ترتليان في كتابة ضد براكسيس أوضح أن المودالية هي ضد الأدلة الكتابية وهيبوليتوس أسقف روما أشار إلى التمايز بين الأقانيم. وأننا يجب أن نعترف بوجوده.
ويقول ترتليان انه حتى الأسماء الأب والابن والروح القدس تشير إلى التمايز بين الأقانيم. فتمييز الأسماء لا يقبل الشك فهل اليوم مثل الليل؟ فهذا يهدم غرور الموناركيون.