- الأسر البابلي للكنسية
إذا كان النفوذ البابوي قد بلغ ذروته في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، إلا أن البابوية سرعان ما تعرضت لهزات عنيفة زلزلت عرشها وأضعفت مركز الكنيسة وقللت من هيبتها، ومهما تعددت أسبابها التي حاول بها المؤرخون تفسير الأزمات التي أدت إلى أضعاف مركز الكنيسة بوجه عام ومركز البابوية على وجه الخصوص أبان القرنين الرابع عشر والخامس عشر، فإن هناك سببًا واحدًا جديرًا بأن يستدعي الانتباه ألا وهو: تطور العقلية الأوروبية والمجتمع الأوروبي بوجه عام تطورًا علمانيًا دنيويًا، فالآفاق الجديدة التي أخذت تتفتح أمام الغرب نتيجة للنشاط التجاري والتطور السياسي وتدفق العلوم الجديدة التي احتضنتها.