رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فيَقولُ لَكم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم. إِلَيكُم عَنَّي يا فاعِلي السُّوءِ جَميعاً! "إِلَيكُم عَنَّي يا فاعِلي السُّوءِ جَميعاً" فتشير إلى هؤلاء المتأخرين عن التوبة، فدينونتهم باقية عليهم لبقائهم في خطاياهم. إن يسوع الديّان يعاقب فَعلة الإثم في يوم الدينونة حيث يظهر مجد الله (أشعيا 2: 11) وعقاب الإنسان (أشعيا 10: 3)؛ فمن لا يدخل في منطق الإنجيل الجديد، يصبح غير أمين للشريعة الحقيقية والوحيدة التي وهبها الله، شريعة المحبة. وبالتالي يصبح أسيراً لشريعة ظالمة وغير عادلة وشريرة، لشريعة تحسب الحسابات وتقيس، وتعيش الخلاص وكأنه حق مكتسب، فلذلك لا يعترف الديَّان بهؤلاء. فالانتماء إلى ذرية إبراهيم لا يكفي للانتماء إلى شعب الله (لوقا 3: 8)، بل يجب على الإنسان أن يقبل يسوع ويؤمن به وأن يكون معروفا من الديان. وهنا يكشف يسوع أيضا الناس الذين يُظهرون أنهم معه، ولكن ليس لهم علاقة شخصية به. لكن الأمر الهام هو الدينونة، والدينونة ترتبط في علاقتنا بالمسيح، وقبولنا له مخلصاً وطاعتنا لإرادته. ويظن كثيرون من الناس أنَّهم متى كانوا صالحين في نظر الناس، ويظهرون متدينين، فإنهم سيكافئون بحياة ابديه، بينما في الواقع، لن يجدي عند الدينونة شيء سوى الإيمان بالمسيح، نور العالم، والعمل مشيئته تعالى، إذ لا شركة بين النور والظلمة. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " لأَنَّ أُجرَةَ الخَطيئَةِ هي المَوت، وأَمَّا هِبَةُ اللهِ فهي الحَياةُ الأَبَدِيَّةُ في يسوعَ المَسيحِ ربِّنا"(روما 23:6). ويُعلق القديس كيرلس الكبير "كثيرون آمنوا بالمسيح، وكرَّموا الأعياد المقدَّسة لمجده، ويتردَّدون كثيرًا على الكنائس لسماع تعاليم الإنجيل، لكنهم لا يمارسون ممارسة الفضيلة وقلوبهم خالية من الثمر الروحي. هؤلاء أيضًا سيبكون بمرارة ويكون لهم صريف الأسنان، لأن الرب يرفضهم". |
|