رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ازدرى موسى بالبلاط الملكي (عب 11: 24-26) من أجل اتضاعه الحقيقي، لأن التفكير السليم والروح العالية إنما من ثمرة الاتضاع. أيّ سمو وأي عظمة أن يحتقر موسى القصر الملوكي والمائدة الملوكية؟! فقد كان الملوك عند المصريين يكرَّمون كآلهة، ويتمتعون بغنى وكنوز لا تُقدّر. لكنه ترك هذه كلها، ملقيًا بصولجان مصر، ومسرعًا إلى الالتصاق بالمستعبَدين والمثقَّلين بالأتعاب، الذين يستهلكون كل طاقتهم في الطين وعمل اللّبن، هؤلاء الذين يشمئز منهم عبيده. لقد جرى إليهم، وفضَّلهم عن سادتهم! حقًا إن كل إنسان متضع إنما يحمل روحًا سامية وعظيمة... فإن الاتضاع يصدر عن فكر عظيم ونفس عالية! ]. وفي موضع آخر يقول القديس الذهبي الفم: [ترك موسى هذه القصة - أي قبوله مشورة حميه - للعالم، منحوتة كما على عمود، إذ عرف أنها نافعة لكثيرين... إن كان موسى قد تعلم عن حميه أمورًا لائقة لم يكن يدركها، فكم بالأكثر يحدث هذا داخل الكنيسة؟! (أي يستفيد كل واحد من الآخرين). كيف حدث هذا أن غير المؤمن أدرك أمورًا لم يدركها الشخص الروحي؟!...]. |
|