في أيام آدم الأول، قدم ابناه تقدمتين مختلفتين: قدم هابيل -كرجل صيد- ذبيحة دموية كفارة عن خطاياه، تسلمها بلا شك عن والديه، وقدم قايين من محصولات الأرض بكونه رجل زراعة. على أي الأحوال تسلمت البشرية هذين العملين وشوهت صورتهما خلال انحراف البشرية عن الطريق الإلهي، فصارت قبائل البدو في العالم تلطخ خيامها بعلامة الدم اعتقادًا منها أنها تطرد الأرواح الشريرة فلا تؤذيهم. أما القبائل العاملة في الزراعة فصار لها تقليد مُغاير، يمتنعون عن أكل الخبز المختمر لبضعة أيام في بداية المحصول الجديد، حتى لا يدخل الخمير الخاص بالمحصول القديم مع دقيق المحصول الجديد... بهذا يرون أنهم يبدءون عامًا جديدًا بطعام جديد وحياة جديدة.
ويلاحظ أن هذين الطقسين (رش الدم والامتناع عن الخمير) لهما أصل إيماني نقي، لكن البشرية انحرفت بهما عن مسارهما الإيماني، فجاء طقس الفصح يرد الطقسين إلى مسارهما السليم من جديد.