الحزن على فقد الأحباء شأن الطبيعة البشرية، والبكاء وسكب الدموع من دلائل رقة القلب، ومن لا تدمع عيناه ويبكى لفراق أحبائه فقد تجرد من خصائص الطبع البشرى. إن التصلب والجفاء علامة جمود القلب وقساوته، ألا ترى يسوع رب الكل وخالق الجميع بكى عند قبر حبيبه لعازر وبكى على أورشليم؟ فالبكاء ليس خطية حين حلول المصائب والأحزان لأن من شأن الدموع تخفيف الحزن، أبلغ الألم ما تخمد معه العين ويسكن في الأحشاء دون أن يجد له منفذا للخروج. فلا يخطئ من يذرف جموعه لفراق أحبائه، وإنما الخطية في التذمر على عناية الله، والحزن الشديد الذي بلا رجاء.