|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطابات موسى الأخيرة: قدم موسى وصاياه الأخيرة لبني إسرائيل في سلسلة خطابات وداعية، تضمنتها الأصحاحات الثلاثون الأولى من السفر المعروف في التوراة باسم سفر التثنية. والتثنية معناها أن نبي الله موسى ذكر الوصايا من جديد مرة ثانية - تكرار الوصايا. وسفر التثنية الذي يحوي تلك الخطابات الأخيرة التي ألقاها موسى، عامر بذكريات الماضي الرائع الذي تعامل الله فيه مع شعبه بكل محبة وعناية، كما أنه عامر بعبارات الشكر والعرفان بالجميل، بفضل الله الذي دائماً يحب ويعطي. كما أنه مليء بالتوسلات المؤثرة التي يوجّهها موسى للشعب، يدعوهم فيها إلى اتّباع الرب والسير وراءه والابتعاد عن عبادة الأوثان. وتتكرر في سفر التثنية عبارات فيها: »احفظ« بمعنى: احفظ باجتهاد أقوال الله. و»احترز لتعمل« بمعنى: تنبَّه، فإن إبليس يريد أن يبعدك عن أن تعمل بكلمة الله. فاحترز لنفسك واعمل و»الرب يختار«. ونحن نحتاج أن نحفظ كلمة الله في قلوبنا كما يقول المرنم في مزاميره:»خَبَّأْتُ كَلَامَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلَا أُخْطِئَ إِلَيْكَ« (مزمور 119:11). وعلينا أيضاً أن نحترز لنعمل كل ما يكلفنا الله به، لأن ذلك مصدر سعادتنا. ثم نحتاج أن نتعلم أن الله يختار لنا طريقنا في الحياة، وأننا ينبغي أن نتبعه دائماً فيما يختار لنا. ولتثنية ذكر الشريعة الإلهية أسباب، منها أن التثنية إكرام الشريعة، لما فيها من الحديث عن عناية الله ومحبته، وضرورة طاعته. ثم أن تكرارها كان ضرورياً لأن الذين أُعطوا الشريعة أولاً كانوا قد ماتوا، ونشأ جيل جديد، فأراد الله أن يكرر موسى لهم الشريعة التي أعطاها لآبائهم بواسطة موسى نفسه، لتتأثَّر نفوسهم من كلمة الرب كما تأثر آباؤهم من قبلهم. ثم أن سفر التثنية يكرر شريعة الله على سبيل الوعظ من وعد ووعيد، وإرشاد ونصح، وبيان ما يحتاج البشر إليه لينفذوه في حياتهم. وتنقسم خطابات موسى الوداعية إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول: يشمل الأصحاحات الثلاثة الأولى من سفر التثنية، وهي تذكر ما صنعه الله لبني إسرائيل منذ خروجهم من مصر إلى آخر السنة الأربعين التي شهدت نهاية رحلاتهم في صحراء سيناء. أما الجزء الثاني فيكرر الشرائع التي أعطاها الله لشعبه. وهذا يستغرق من الأصحاح الرابع إلى الأصحاح السادس والعشرين. أما القسم الثالث: فهو تكرار الشريعة الأخلاقية، والحض على طاعة الله، وهذا يستغرق أربعة أصحاحات من 27 - 30. ويورد سفر التثنية الوصية العظمى التي اقتبسها السيد المسيح في تعليمه: »الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلَادِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ« (تثنية 6:4 - 7 ومتى 22:37). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا موسى وأيامه الأخيرة |
خطابات موسى الأخيرة على نبوة بمجيء السيد المسيح |
تنقسم خطابات موسى الوداعية إلى ثلاثة أقسام |
قدم موسى وصاياه الأخيرة لبني إسرائيل |
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أحمد منسي |