القديس موسى
كان يساعد الرهبان الجدد اختبار ذلك، فعندما كان أحد الأخوة في الإسقيط ذاهبًا إلى الحصاد مضى إلى الأنبا موسى الأسود وقال له: يا أبى: قل لي ماذا أعمل، هل أذهب إلى الحصاد؟ أجاب الأخ: نعم: سأنصت إليك، وإذا أجبتك، هل تقتنع بقولي؟ أجاب الأخ: نعم: سأنصت إليك.
قال الشيخ: إذا كان الأمر كذلك فقم وحرر نفسك من الذهاب إلى الحصاد وهلم أخبر بما تفعله حينئذ رحل الأخ وحصل على حل من إخوته وأصاحبه كما أخبره الشيخ. ثم جاء إليه. فقال الشيخ: "أمضى إلى قلايتك. واحفظ نعمة الروح التي فيك وكل الخبر الجاف والملح مرة واحدة في اليوم، وبعد أن تفعل هذا سوف أخبرك عن أمر آخر تؤديه بعد ذلك" فمضى لأخ وعمل حسب ما أوصاه الشيخ وعاد إليه مرة أخرى، ولما رأى الشيخ انه كان يقول بعمل اليدين أطلعة عل الطريقة المثلى للحياة في القلاية،وذهب لأخ إلى قلايته وسقط على وجهه إلى الأرض وظل يبكى أمام الرب ثلاثة أيام كاملة بلياليها. وحدث بعد هذه الأمور عندما كانت أفكاره تحدثه قائله:"لقد صرت رجلًا مغبوطًا عظيمًا كان يقاطعها واضعًا أمام عينيه عيوبه ونقائصه السابقة ويقول: "وهذه كلها خطاياك. ومره أخرى عندما اعتادت أفكاره أن تقول: "لقد أديت أعمالًا كثيرة بتراخ"، كان يقول أيضًا: "ومع ذلك أؤدي أعمالًا قليلة جدًا لله وهو الذي يسبغ على رحمته". وعندما كان يتغلب على الأرواح بطرق كثيرة هكذا كانت تظهر له في هيئة مخلوقات جسمانية قائلة له: "لقد قهرتنا" فكان يقول: "لماذا؟" فيجيبونه "إذا وضعناك، فنحن نرتفع بواسطتك إلى مكانة عظمى، وإذا رفعناك فنحنن نتضع إليك".