فكم من الخوف والهلع يعتري الشياطين، وكم ترتعد أرتجافاً من مريم المجيدة ومن ذكر أسمها العظيم قوات الجحيم. كما يقول القديس بوناونتورا. فهذا القديس يقابل هؤلاء الأعداء ممثلاً إياهم بأولئك الأعداء المذكورين من أيوب البار بقوله: أنهم في الظلام ينقبون البيوت كما تواعدوا بالنهار ولم يروا النور، وأن طلع الصبح سريعاً فيحسبونه ظلال الموت ويسلكون في الظلمة كأنها هي نور (أيوب ص24ع16وع17) أي أن السارقين يذهبون في ظلام الليل ليسرقوا البيوت، ولكن متى أشرق ضياء الصبح فيهربون كما لو تكون ظهرت لهم صورة الموت وظله: فهكذا أن الشياطين (يقول القديس بوناونتورا) يدخلون الى النفس في وقت الظلام أي حينما توجد النفس مظلمةً بالجهل، ولكن حالما تأتي الى تلك النفس نعمة مريم ورحمتها، فنجمة الصبح هذه الجليلة تزيح الظلمات وتصير الأعداء الجهنميين أن يهربوا مدبرين من النفس كمن ظلال الموت، فاذاً مغبوطٌ هو ذاك الذي في وقت معركته مع قوات الجحيم يستغيث بإسم مريم العظيم.*