غادر بولس أثينا، ولأول مرة نراه يشعر بالخيبة، وقصد إلى كورنثوس ليجد فيها سفينة تحمله إلى وطنه. وفي بادئ الأمر لم يهدف إلى تبشيرها. لأنها مدينة هي ممر بين الشرق والغرب، اشتهرت بمجونها وفسادها إلى درجة أن اسمها كان مرادفًا للانهيار الخُلقي. وبما أنه اضطر إلى الانتظار قصد إلى حي العمال ووجد به دكان صانع للخيام إذ كان هو خيّاميًا. فطلب عملًا، ورحّب به صاحبها -أكيلا- وتعاطف معه لفوره. وعرّفه بزوجته بريسكلا، وأعطاه ركنًا في دكانه وغرفة في بيته. وهكذا بدأت صداقة من أحلى الصداقات انتهت بإيمان الزوجين بالسيد المسيح، بل وبخدمتهما الكرازية وخدمتهما لبولس نفسه.