تخيلوا موسى الأسود -رعب المنطقة كما كان يُطلق عليه- ممسكًا الآن الصليب في يده عوض السيف كسلاح لا يفارقه.. وجالسًا في مسكنة في إحدى زوايا قلايته عوض وقفته فوق القمم شاهرًا سلاحه.. وبدلًا من الضرب بكفيه للانتقام، تمسك هاتان اليدان الدُف لتسبح لحنًا من ألحان الكنيسة.. كيف رآه رهبان الدير في أيامه الأولى؟.. وكيف نظر هو إلى الحياة الرهبانية؟.. وكيف أمكن ترويض هذه الكتلة من الشرور والجفاء إلى ذلك الإنسان الوديع المضياف؟!.