هذا السامري عرف الطبيعة البشريَّة وفهم من هو القريب. فأخذ المبادرة "دنا منه"، وجعل من نفسه قريباً منه. ولم يخف في تلك الفترة من اللصوص الذين ربما يفاجئونه وَيسلبون أمواله ويحاولون قتله كما فعلوا مع هذا المغدور الذي تركوه بين حي وميت. إن عمل الرحمة يعطي للإنسان شجاعة ويُبعد عنه الخوف. وباختصار، تقوم فلسفة السامري على "ما هو لي هو لك، وأريدك مشاركتي به". وهنا نسأل: فما الفائدة من القرابة الدموية أو الطائفية أو الدينية في غياب المحبة؟ القريب هو من نذهب إليه ونصنع معه الرحمة، أي كل إنسان نشعر بإمكانيتنا أن نتجه إليه كما فعل هذا السامري. وهو كل إنسان يضعه الله في طريقنا "كان مَن كان".