أثر جذور هذه الخطايا في قلوب البشر، بكل تأكيد سنصل إلى استنتاج أن في الخطيّة أيضًا توجد وحدة، وفكر، وخطة، ونمط — وفي كلمة واحدة نقول إنه يوجد أيضًا في الخطية نظام. … فإن الخطيّة في مبدئها وجوهرها الأساسي ليست سوى عداوة مع الله، وهي لا تهدف في العالم سوى إلى الهيمنة السياديّة الكاملة.
وكل خطيّة، حتى أصغر الخطايا، فكونها تعديًا على الناموس الإلهيّ، هي تخدم هذا الهدف النهائيّ بالترابط مع النظام بأكمله. فإن تاريخ العالم ليس عمليّة تطوريّة تعمل بصفة عشوائيّة، بل هي مأساة دراميّة بشعة، وصراع روحيّ، امتد عبر قرون طويلة. وهو حرب بين الروح الذي من فوق والروح الذي من أسفل، وبين المسيح وضد المسيح، وبين الله وإبليس.