مع بداية التاريخ البشري بمعصية الإنسان دخلت الخطيئة العالم، وبالخطيئة دخل الموت كما جاء في تعليم بولس الرسول " فكَما أَنَّ الخَطيئَةَ دَخَلَت في العالَمِ عَن يَدِ إِنسانٍ واحِد، وبِالخَطيئَةِ دَخَلَ المَوت، وهكذا سَرى المَوتُ إِلى جَميعِ النَّاسِ لأَنَّهُم جَميعاً خَطِئوا" (رومة 5: 12).
فالخطيئة هي " شَوكَةَ المَوتِ " (1 قورنتس 15: 56)، لأن الموت هو ثمرتها وعاقبتها وأجرتها (رومة 6: 16)؛ ومنذ ذلك الحين، يموت الجميع في آدم (رومة 15: 22)، حتى إن الموت ساد على العالم (رومة 5: 14). فهناك رباط بين الخطيئة والموت. فالخطيئة شر، لا لأنها تناقض طبيعتنا وتخالف الإرادة الإلهية فحسب، وانما ايضا لأنها تشكل طريقاً إلى الموت. كما جاء في تعليم الحكماء " ومَنِ اتَبعً الشَرّ فلِمَوته" (أمثاله11: 19)، وعليه، فالموت، بالنسبة إلى الخطأة، لا يشكّل قدراً طبيعياً، إنه حرمان من أعز خير منحه الله للإنسان، ألا وهو الحياة. وبالتالي فهو يتخذ طابع اللعنة.