الأنبا مكاريوس ذات مرة قال: "إن الإنسان الروحي لا بد أن يصلى مزاميره"، ثم أستطرد وقال: "أنا لا أقدر أن أنام تحت أي ظرف من الظروف دون أن أصلي قانون المزامير الخاص بي، ولو تكاسل الإنسان مرة واحدة إما أن الشياطين تفتك به وإما أن يدخل في برودة روحية ولا مبالاة من جهة الصلاة، ومن الصعب أن يعود للصلاة بحرارة. وفي السنين الأخيرة بدأ نظره يضعف من مرض السٌَكَّر والذاكرة تخونه من تصلب الشرايين بالمخ، فكان لا يقدر على القراءة ولا يتذكر كل المزامير، وأراد الرب أن ينقله إلى طقس آخر وهو الانطلاق في الصلاة بدون قيود وكما يمليه الروح ويقوده، ودخل في مناظر وإعلانات الرب العالية والدهش والثاؤرية.