الأنبا مكاريوس كان أباً لكل نفس وكل إنسان كان يراه أنه هو له وحده فقط ويحبه هو فقط، كأنه لا يوجد أحدٌ آخر يعرفه سواه. الجميع كانوا يحبونه جداً لأنه كان يحبهم أيضاً جداً، ودائماً كان يقول لنا مثلاً وهو آية من آيات الكتاب المقدس "كَمَا فِي الْمَاءِ الْوَجْهُ لِلْوَجْهِ، كَذلِكَ قَلْبُ الإِنْسَانِ لِلإِنْسَانِ." (أمثال27 : 19). وكان يقول للآباء الكهنة: "الرب ينجح رسالتكم ويعينكم في الخدمة لأنها عبء ثقيل". وكان يقول أيضاً: "إن الخدمة الناجحة هي في محبتكم بعضكم لبعض"، وهكذا فلم تكن محبته ظاهرية أو برياء ولكنها كانت من عمق القلب، لا تريد شيئاً ولا تطلب منفعة شخصية، بل هي محبة فياضة تفيض من ينبوع ممتلئ بالحب. وكان مثالاً صالحاً لنا يعلمنا بعمله أكثر بكثير جداً من الكلام أو الوعظ. كان عظة صامتة حية لنا في كل حين. كان المتنيح القديس الأنبا مكاريوس يقول دائماً: "إن الأغصان المحملة بالأثمار منحنية لأسفل ولكن الأغصان الفارغة تنظر لأعلى.