إذًا كُفُوا عن إصدار الأحكام سواء فىَّ أو في أبلوس، واتركوا هذا ليوم الدين، ولا تعطوا لأنفسكم حق يختص به الله وحده، الذي حين يأتي للدينونة يعلن الأمور المخفية كأنها في الظلام، أي مخفية عن الأنظار، ويظهر خفايا القلوب ويكشف كل أعمال الناس وكل أفكار قلوبهم، وكل إنسان كان أمينًا في الباطن كما في الظاهر، سينال المدح الذي يستحقه من الله. † ليتنا نستفيد من هذه النصيحة، فلا نصدر أحكامًا على الآخرين ونترك الحكم للديان العادل، الذي يرى ما لا يمكننا أن نراه، ويفحص ما لا يمكننا أن نفحصه فتكون أحكامه عادلة. أما آراؤنا نحن في الآخرين، فهي تعتمد على مظاهر الأمور ولا تصل إلى الحقيقة كلها، لذلك فهي عرضة للخطأ.