رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البر الأصليّ: لقد خلق الله آدم في حالة استقامة. أي أنه امتلك ما يمكننا أن نطلق عليه البر الأصليّ. وكانت هذه الفترة تعدّ فترة اختبار تعرَّض فيها آدم وحواء إلى الغواية فأذعنا لها. لقد كان بإمكانهما ألا يخطئا، وكان بإمكانهما أيضًا أن يخطئا. لقد منح الله الإنسان القدرة على الاختيار الحر بين البدائل في حياديّة تامة. لكن الإنسان، بإرادته الحرة ودون أي إجبار أو قضاء خارجيّ، استخدم تلك القدرة في ارتكاب الخطيّة. لم يكن هناك في حالته الجسديّة، أو طبيعته الأدبيّة، أو طبيعة البيئة المحيطة به ما يجبره على هذا، مما قد يفسر ويعلل وجوب ارتكابه للخطيّة. لكن كانت هذه حركة حرة نبعت من داخل روح الإنسان. ونقول مستخدمين كلمات ليدلو: “لقد نبع هذا الخطأ من إغواء خارجيّ، وفي شكل حدث ظاهري، لكنها كانت أزمة داخليّة.”[8] لقد كان تعريض آدم للتجربة أمرًا منطقيًا، لكن إذعانه لها لم يكن كذلك. فقد بارك الله آدم بأن سلّطه على كل الأرض، وأعطاه زوجة نظيره، كما باركه أيضًا بشركة معه هو نفسه. ووضع الله الخليقة بأكملها — فيما عدا شجرة واحدة — تحت سلطان وسيادة آدم. وكانت البركات والفوائد التي منحها الله له فائقة، تمامًا كما كان الخطر الذي هدده به عند الأكل من الثمرة المحرّمة أيضًا فائقًا. |
|