قالَ يسوعُ هذهِ الأَشياء، ثُمَّ رَفَعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماءِ وقال:
((يا أَبتِ، قد أَتَتِ السَّاعة: مَجِّدِ ابنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابنُكَ
" لِيُمَجِّدَكَ ابنُكَ" فتشير الى إظهار يسوع مجد الآب من خلال مجده على الصليب أي من خلال الطاعة الكاملة ومحبته في تحمل آلام الصليب. وكان الصليب للربّ يسوع هو مجد الحياة الحاضرة، والطريق إلى أمجاد الحياة المقبلة، لأنّ جاذبيّة الصليب قد اجتذبت إليه الجموع أكثر ممّا اجتذبتهم حياته وتعاليمه ومعجزاته " إِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة "(يوحنا 3: 16). ومجَّد الآب ابنه إذ أقامه من الأموات، وأرسل الروح القدس على تلاميذه وأسس مملكته في قلوب البشرية.
ويُعلق القديس اوغسطينوس "لو أن الابن قد مات (بالجسد) ولم يقم، فإنه بلا شك لا يكون قد تمجَّد بواسطة الآب، ولا هو مجَّد الآب. الآن إذ يتمجَّد بقيامته بواسطة الآب، يُمجَّد الآب بالكرازة بقيامته. وانكشف هذا الأمر بترتيب الكلمات: " مَجِّدِ ابنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابنُكَ"، بمعنى أقمني حتى بي يعرفك العالم كله".