![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بونا سمعان خادم محب لأخوة الرب يقول القس مينا فرج كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك : +ابونا سمعان خادم محب لأخوة الرب : "كل ما فعلتم بأحد أخوتى هؤلاء الصغار فبى قد فعلتم" فخدم معى فترة سنة أو أقل بعد تخرجه وكان يملك قلباً عطوفاً جداً وحباً عميقاً وأحشاء رأفات ورحمة نحو هذه الأسر وأبنائها الصغار وزيارتهم بإستمرار والبحث عن إحتياجاتهم وإدخال السرور على قلبهم وخاصة ًحينما كان معنا بمصيف الكنيسة ببلطيم لفوج أخوة الرب . كنت أخجل من محبته ولطفه فى تعامله معهم وطول آناته وروحه البسيطة وقيامه بأى خدمة تطلب منه بفرح و إهتمام كان يقابل الأمور والمواقف الصعبة بإبتسامته الرقيقة جداً ووجهه الملائكى . لقد تعلمت منه الكثير ابونا سمعان و المرحلة الجامعية إختار دراسة الرياضيات وإلتحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس بمجموع متميز، كان متفوقاً فى دراسته وبدأ يظهر بوضوح أنه شاب له طريق وله أسلوب مميز جداً وأنه شخص مختلف عن كل معاصريه بالرغم من نجاحه فى التفاعل مع كل من حوله وأصبح قدوة عملية لكثير من الشباب فكان أميناً فى دراسته وأداء ما عليه وكان متفوقاً وكثيراً ما كان يساعد الآخرين من زملائه فى الدراسة ويقضى وقتاً طويلاً فى شرح الدروس لهم ومساعدتهم . وكان أول من جذب الشباب والفتيان من الشمامسة لسهرات التسبحة طوال الليل فى الكنيسة فى أيام رأس السنة القبطية والميلادية و ليلة عيد السيدة العذراء وأحب الشباب ذلك وأصبحت هذه السهرات فى الكنيسة الآن ممتلئة بمختلف فئات الشعب. وكان دائماً يبحث عن الذين يتقنون بعض الألحان الخاصة لكى يتعلمها منهم وفى أحيان كثيرة كان يقتنى شرائط الكاسيت ليتعلم منها بمفرده. و كان يسعى لحضور القداسات يومياً إذا أمكن. وإلتحق بفصل إعداد الخدام وخدم فى التربية الكنسية بكنيستى السيدة العذراء مريم بعياد بك ومارجرجس بجزيرة بدران. وأحب الألحان والطقوس من قلبه فشارك فى تأسيس الخدمة الشماسية بكنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك. وساهم فى تعليم الألحان والتسبحة والطقوس واللغة القبطية للشمامسة فى مختلف المراحل بالإضافة الى كبار السن والسيدات . كما إشترك فى خدمة أخوة الرب بالكنيسة . وكان يحب أن يحضر أعياد القديسين فى كنائسهم. وقد إرتبط بمحبة خاصة بالقديس الأنبا توماس السائح , ويقول القس مينا تامر - أب اعتراف أبونا سمعان قبل الرهبنة - كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة ] كان يحب القديسين ويتشبه بهم ويرجع له الفضل فى إحضار رفات الأنبا توماس السائح إلى كنيسة السيدة العذراء بمسرة نظراً لحبه وعلاقته الطيبة وإرتباطه بالقمص إبرآم الصموئيلى أمين دير الأنبا توماس السائح [. وفى منزله كان يقضى فترات طويلة جداً فى الصلاة ولاسيما فى الليل. كما كان يقرأ الكتاب المقدس بشغف شديد ولفترات طويلة أثناء اليوم بالإضافة إلى قراءة الكتب الروحية من تعاليم الآباء ( الشيخ الروحانى – القديس دوروثيئوس – القديس يوحنا كرونستادت – مارإسحق السريانى – القديس أغريغوريوس أسقف نيصص ...) كما أحب قراءة كتب الرهبنة والحياة النسكية. وكان قد إعتاد الخلوات بالأديرة ولاسيما دير الأنبا بولا. ويقول القس مينا فرج كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك : منذ أن عرفناه فتى ثم شاباً بالمرحلة الثانوية كان يحيا حياة روحية عميقة تدل على ملىء قامة المسيح الذى ملك على قلبه وفكره ومشاعره ، قلبه كان مرتبطاً بالواحد الرب يسوع المسيح كأنشودة قداسة البابا ( قلبى الخفاق ) حيث يقول ] قد نسيت الكل كى أحيا معك [ فمحبة الرب يسوع قد ملأت كل كيانه بالحب الخالص و الحكمة الروحية العميقة ، فعاش فى بساطة قلب وروح المحبة الكاملة وإيمان بلا رياء لكل من عرفوه ، فعند لقائك معه تنجذب بسرعة إلى شخصيته المحبوبة و الودودة ،الهادئة والوديعة وكأنك تتعامل مع بشر سمائيين أو ملائكة أرضيين ، لذلك فهو كان محبوباً جداً من الآباء الكهنة الذين تتلمذ عليهم أو خدم معهم فى القداس الإلهى منذ حداثته أبائنا الأجلاء الذين هم الآن فى الأمجاد السماوية : قدس أبونا تداؤس جورجى و أبونا جرجس متى وأبونا أنطونيوس فرج وأبونا ميخائيل وهبه فهو خدم معهم فى الكنيسة المجاهدة والآن يخدم معهم فى الكنيسة المنتصرة ابونا سمعان والكنيسة فى طفولته كان يذهب لمدارس الأحد بكنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة ثم بعد ذلك بكنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك حيث سيم شماساً إبصلتس بها فى 20 أغسطس 1980 ثم سيم أغنسطس فى 29 ديسمبر 1989. إرتبط بالكنيسة منذ صباه وكانت كل حياته ، أتقن اللغة القبطية من صغره , وواظب على حصص الألحان والتسبحة بها حيث تتلمذ على أيدى كهنة الكنيسة وشمامستها وخدامها وكان محبوباً من الجميع ملتزماً ومواظباً على القداسات ومدارس الأحد بها. يقول خادمه فى التربية الكنسية الأستاذ أسامة عبد الحليم سلامة : ] كنت أعرفه منذ نعومة أظافره منذ كان فى الصف الرابع الابتدائى فى فصل القديسيــن مكسيموس ودماديوس .. كان أفضل تلميذ عندى بل كان معلمى. كنت أتعلم من هدوئه و وداعته .. من إبتدائى حتى تخرجه من الجامعة كان مثالياً فى كل شئ و لم يحدث مرة واحدة انه أحدث شغب أو إحتد على أحد. كان كالنسمة فى هدوئه و خجله و أدبه و مع ذلك لم يحدث مرة أن عجز عن الإجابة. كنت أسأل الفصل و أتركه للنهاية لأنى كنت متـأكد أنه سيجاوب الإجابة الصحيحة.. لم يتغيب عن الحضور مهما كان السبب إلا فى حالة السفر فقط [ . وشارك فى أنشطة التربية الكنسية بكنيستى السيدة العذراء مريم بعياد بك ومارجرجس بجزيرة بدران ( دراسة كتاب مقدس – حفظ مزامير – أبحاث – أركيت – مكتبة الشرائط ......). وشارك فى تأسيس مجموعة لخدمة مسرح العرائس بالكنيسة بهدف تقديم قصص دينية للأطفال بصورة مشوقة. وكانت الخدمة تعانى من عدم وجود عرائس تباع أو تصنع فقام بصنع كمية كبيرة من العرائس بأشكال مختلفة و ألوان جميلة من الإسفنج . و مازالت الخدمة إلى الآن تستخدمها بالكنيسة رغم مضى الكثير من السنوات . بدأ يفكر فى الرهبنة فى سن 12 سنة كما قال وحين كلم والدته برغبته فى أن يكرس حياته للرب تحيرت الأم من تفكيره وخافت أن ينشغل عن دراسته ولايحقق شىء , فقالت له : ] إن الأديرة لاتقبل غير الرجال الناجحين فى كل شىء وأنت مازلت تلميذ وأمامك مشوار دراسة طويل ، فيجب أن تكمل دراستك ثم تعمل أولاً وعندما تكون فى قمة نجاحك حينئذ تفكر فى الرهبنة وتضحى بكل شىء من أجلها... وهكذا يكون الراهب ابونا سمعان وابونا كاراس عرفت فى أبونا سمعان الهدوء، لم أره مرة ثائر، أو محتد، كان هادىء فى كل تصرفاته، فى مشيه، فى تفكيره، فى صلاته، وهذا ينبع من السلام الداخلى الذى كان يتمتع به، فكان دائم الأبتسامة، وخصوصاً حينما يقابل أى شخص، تجده يستقبله بإبتسامة كلها دفء وحب وترحيب. + عرفت أبونا سمعان، راهباً بالحقيقة، فكان ناسكاً، حينما كنت أزوره فى نيوكاسل، ألاحظ هذا، يعيش بالقليل الذى فقط يقوته، وفى مرة من المرات قلت له يا أبونا أهتم بنفسك فى الأكل لئلا تتعب، فرد على وقال مازحاً ] كل انت يا أخويا وغذى فى جسدك [ ومازالت هذه الكلمات ترن فى أذنى للآن، فمجرد أن تنظر اليه فلابد تتعلم شيئاً من حياته. ومن محبته للحياة الرهبانية، زار الدير ( دير البابا أثناسيوس الرسولى بالأيبارشية) وصلى فيه آخر قداس له على الأرض، والآن هو يصلى عنا فى الفردوس فى مساكن القديسين، وصار لنا شفيع . أبونا سمعان كان دقيقاً فى كل تصرفاته، فى كلامه، وفى صلاته، فى إتخاذ أى قرار، يأخذ منه بعض الوقت وكنت ألاحظ هذا حتى فى شراء بعض مستلزماته، وهذا يدل على تدقيقه وأمانته فى حياته الروحية. +عرفته راهباً متضعاً إلى أبعد الحدود، نقى القلب، طاهر عفيف ، دائما كان يستخدم كلمة ] أبى [ فى مخاطبة أى أب من الآباء الكهنة، وهذا يدل على عمق الإتضاع، حتى أكاد أكون تعلمتها منه دون أن أدرى أواخر ايام ابونا سمعان على الارض قرر الأطباء إيقاف العلاج الكيماوى من أول أغسطس لتوقف فاعليته وتأثيره السلبى . وهنا أصبح الأطباء عاجزين عن عمل شىء لأن كل أجهزة الجسم معطلة وصارحوا أبونا بحالته الحرجة وقابل أبونا هذا بسلام كأنه لم يسمع شىء بل بالعكس فى الفترة الأخيرة إزداد حيوية . وفى يوم الأربعاء 17/8 كانت مفاجأة أن يذهب إلى دير البابا أثناسيوس الذى أحبه وبذل فيه وقت وجهد كبير ويبعد ساعتين ونصف تقريباً . وفى الدير تقابل مع سيدة كانت مع أسرتها بالدير وهى من جنوب انجلترا على بعد ساعات سفر طويلة وكانت فى اشتياق لرؤية أبونا سمعان وقالت أنها طلبت من العذراء مريم أن ترى أبونا وهذا الأمر كان يبدو كأنه مستحيل لأن أبونا لم يذهب للدير طوال فترة مرضه فتعزى الجميع ومجدوا الله. وقضى ليلة جميلة هناك وفى صباح الخميس صلى القداس مع نيافة الأنبا أنطونى و الآباء الرهبان وكان صوته مسموع وواضح جداً لكل الشعب وعاد مساءاً الى نيوكاسل. وفى يوم الجمعة أصّر أبونا يمكث أخيه معه فى المستشفى طوال فترة الغسيل الكلوى وهذا على غير العادة . فى صباح السبت أصّرأبونا على الخروج وقيادة السيارة وأخذ معه أخيه لشراء بعض الإحتياجات حيث علم أن نيافة الأنبا موسى قادم إلى نيوكاسل ويجب أن يستعد لمجيئه . ويوم الأحد كان مرهق ولم يستطع الذهاب للكنيسة فأحضر له أبونا صليب التناول وبعد ذلك ذهبوا الى المستشفى ففضل الطبيب أن يبيت بها . ويوم الإثنين صباحاً 22/8/2005 جاءه أبونا صليب وأخيه بعد قداس عيد العذراء فوجدوا أبونا يستعد لعمل الغسيل الكلوى فكانوا بجانبه وتحدث معهم بعض الوقت ثم فجأة رشم الصليب على صدره بوضوح وأسلم الروح . وأخيراً أتت الساعة التى اشتاق اليها كثيراً والتى جعلها نصب عينيه بثبات دائم.... أخيراً تحرر المجاهد الشجاع والأمين من قيود الجسد والألم.. وإنطلقت الروح النقية إلى السماء التى طالما حلقت فيها وهى بعد على الأرض ...... وهاهى الآن تحلق فيها فرحة بحريتها ..... وتتسربل بثياب بيض مع الغالبين.. لترث النعيم الأبدى الذى وعد به الرب للذين يحبونه |
![]() |
|