يدعونا يسوع من خلال معجزة خَمسَةِ أَرغِفةٍ وسَمَكَتَيْنأن نساهم معه ولو بالقليل الذي نملكه " لَيس عِندَنا هَهُنا غَيرُ خَمسَةِ أَرغِفةٍ وسَمَكَتَيْن"(متى 14: 17)،
ويعلق البابا بِندِكتُس السادس عشر "إنّ أرغفة الخبز المصنوعة من الشّعير في حياتنا قد تبدو غير مفيدة، لكن الله بحاجة إليها وهو يطلبها منّا". وأشارت الاناجيل الأربعة الى مقدار ذلك الطعام، وهو خَمسَةِ أَرغِفةٍ وسَمَكَتَيْن ليُظهروا صحة المعجزة وليبيِّنوا انه لم يكن لهم الطعام سوى ذلك القدر الزهيد الذي كان مع الصبي الوارد ذكره في انجيل يوحنا (6: 9). وذلك لا يكفي التلاميذ وحدهم بل يكاد لا يكفي غير إثنين لان معدل ما يأكله الرجل ثلاثة ارغفة (لوقا 11: 5، 6). فالمتاح قليل ولكنه مع البركة صار كثيرًا جدًا، لان الربّ يعمل بالقليل ويبارك فيه. لا يريد الرب منّا أكثر ممّا لنا وما في قدرتنا، بل يريد ان نضع بين يديه القليل الذي نملكه، وبهذا القليل يستطيع الرب أن يصنع المعجزات. وهذا الامر يجعلنا ان نردد الصلاة التي تتلى في القداس "ما لَكَ، ممّا هوَ لكَ، نُقرِّبُهُ لكَ، عَن كُلِّ شَيءٍ، ومِن أجلِ كُلِّ شَيء".