رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن مجتمع يسوع المسيح الأخوي يثير حقد وكراهية الآخرين ضده لأنه يصرّ على مواقفه وطريقه هذا رغم المعارضة. فهو لم يعد يريد طرق العالم، أو آخر الأفكار وأحدثها - فما نريده هو الله وسيادته! لكن سوف يسبب هذا صراعا عنيفا، فلهذا يقول المُخَلِّص: لكِنْ ما أضيقَ البابَ وأصعبَ الطَّريقَ المؤدِّيةَ إلى الحياةِ، وما أقلَّ الّذينَ يَهتدونَ إلَيها. (متى7: 14). إن معظم الناس بما في ذلك المسيحيين قد أعجبهم هذا العالم. فهم يقدمون المهابة له. وعندما يأتي رئيس هذا العالم [إبليس] ويقدم غناه لهم، لا يفعلون مثلما فعله المُخَلِّص. فقد قال له بما معناه: «أغرب عني! فلن أحكم بأساليبك». فعندما يأتي الشيطان ينحني معظم الناس أمامه ويقولون: «نعم، طبعا، أنا متأكد بإمكانية مصالحتي مع الله مع قبولي استلام الفخر الدنيوي، والمديح، والثراء منك. وسوف تسير الأمور بالحقيقة أفضل بكثير بعدئذ!» هذا ما يفعله معظمنا، ولهذا فأننا نرى الآن الكثير من المسيحيين قد صاروا دنيويين وعولميين بشكل كبير جدا. لا تخدعوا أنفسكم! فهذا لا ينطبق على غير المؤمنين فقط. وفي الواقع، أعرف غير مؤمنين يُظهِرون إيمانا عمليا أكبر من المؤمنين. علما أن المؤمنين بالحقيقة معرضون أكثر من غيرهم إلى خطر الانزلاق في السعي لنيل كل تقدير وتكريم لأنفسهم ولتلميع شخصياتهم أمام الناس، وذلك عن طريق تقواهم الزائفة من جهة، في حين تراهم ويقولون: «نعم! نعم!» لكل شيء ويوافقون على المساومة والغش من جهة أخرى. ومما يزيد الطين بلّة، أنهم يستعينون بالكتاب المقدس لإيجاد ما يدعم مزاعمهم. فليس من الصواب أن توزَع النصوص الكتابية هنا وهناك. فهناك الذين قد توقفوا عن استعمال أي نصٍ كتابي، ومع هذا تراهم يجاهدون في سبيل الله والحق والمحبة والعِشْرة والعلاقات الأخوية. ويجاهدون من أجل واقع أفضل للفقراء لإخراجهم من بؤسهم في النهاية. وقد لا يستعملون اسم الله، لكني على يقين من أنهم سوف يسمعون هذه الكلمات التالية: - «اَدخُلْ نَعيمَ سيِّدِكَ». (متى 25: 23) - «لكني لا أدري ما فعلته في خدمتكَ». - «نعم، نعم! لقد خدمتني. فكل ما فعلتَه لتخفيف المآسي الإنسانية، وكل ما حاولته لتحسين الأمور على الأرض، إنما فعلته لي». لكن من يدري بأن هؤلاء غير المؤمنين بحد ذاتهم سوف لا يشكلون غالبية الداخلين إلى ملكوت السماوات، لأن ما يهم هنا هو النوعية الخالصة. |
|