رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فمنذ البداية، ومنذ ولادة المسيح، كان الناس يسعون إلى تحقيق مجتمع كهذا، أي بمعنى جماعة تتسم علاقات أفرادها بسمات الملكوت، ومتحررة من القلق والهموم. فهناك قوة جسيمة يستمدها الناس حينما بعضهم يؤازر ويعاون بعضا، وحينما يتحدون معا في أسلوب معيشي مشترك. وهكذا تتلاشى فكرة الملكية الخاصة، ويرتبط الناس بشدة معا في الروح القدس بحيث يقول كل منهم: «إن ما أملكه هو مُلكٌ للآخرين، ولو وقعت في حاجة أو ضيق، فسوف يساعدني الآخرون». ومثلما ما يوصينا الإنجيل: لا أَعني أنْ تكونوا في ضِيقٍ ويكونَ غَيرُكُم في راحَةٍ، بَلْ أَعني أنْ تكونَ بَينَكُم مُساواةٌ، فيَسُدُّ رَخاؤُكُم ما يُعوِزُهُمُ اليومَ، حتّى يسُدَّ رخاؤُهم ما يُعوِزُكم غدًا، فتَتِمَّ المُساواةُ. فالكِتابُ يَقولُ: «الّذي جَمَعَ كثيرًا ما فَضَلَ عَنهُ شيءٌ، والّذي جمَعَ قليلاً ما نَقصَهُ شيءٌ». (2 كورنثوس 8: 13- 15). فمثل هذا التلاحم الأخوي القوي والوقوف الثابت جنبا إلى جنب والمطلق - بلا حدود - فيما بين الإخوة والأخوات ضمن الجماعة المسيحية في حياة متقاسمة مشتركة حيث كل فرد يتحمّل مسؤولية رعاية غيره من الأفراد الآخرين في مجتمع الكنيسة، ففي مثل هذه الحياة يمكنك حقا أن تقول: «لا تهتمّ». |
|