الغفران ليس تبسيطاً للأمور، لأن الغضب ما زال كامناً يتقد ويشتعل، ولا يعني ذلك التغاضي عن الخطأ، والنظر في الاتجاه الآخر، كما أنه ليس ضعفاً، كما قال برناردشو "إن الغفران للمُسيء هو حيلةُ العاجز الذي لا يستطيعُ أن يرد الإساءة بالإساءة ". فالتعامل مع الإساءة يتطلب شجاعة وصلابة، أن من يُسامحُ ويعفو هو الأقوى والأكرم، كما قال قيس بن عاصم: " لا يظهرُ العفو إلا مع الاقتدار"، فالغفران ليس ضرباً من ضروبِ الدبلوماسية، أو ومضةٍ عابرةٍ من ادعاء التقوى، بل هو من الحب الذي يشفي الداء ويُزيل ألألم عندما يَخذلنا الناس، أنه الحب الذي يُذكرنا بأننا ضحيةٌ لذنبٍ اقترف في حقنا. تحدثُ مُعجزةُ الغفران عندما نختار أن نستمر قُدماً في الحياة، لأننا نرفض أن تغذينا مشاعر الكراهية والانتقام، لأننا نختار الحب والقبول للمذنب من أجل التصالح والاتفاق.