رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التسبيح والبناء الكنسي الرَّبُّ يَبْنِي أُورُشَلِيمَ. يَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذه العبارة تُظهر أن المزمور وُضع عند العودة من السبي، حيث يشتهي المرتل بناء مدينة أورشليم، وتجميع الشعب المسبي. إن كان كورش قد أصدر أمرًا بالسماح للمسبيين أن يرجعوا، لكن هذا العمل هو من قبل الرب نفسه. إذ أُخذ الشعب اليهودي إلى السبي، صاروا في مذلةٍ. لقد فقدوا أورشليم، مدينة الملك العظيم، وصاروا منفيين في أرض السبي. هذا ما تفعله بنا الخطية، حيث تحرمنا من التمتع بالحياة السماوية، وتذل النفس بالميل إلى الفساد، ولا يمكن بناء أورشليمنا الداخلية في أعماق النفس دون التدخل الإلهي نفسه. يبدو أن المرتل كان ينعم بمنظر الشعب الراجع من بابل، وقد اجتمعوا معًا لبناء أورشليم. قام نحميا ببناء المدينة أولًا (نح 2: 5)، وبعد ذلك الأسوار حيث كمل العمل (مز 147: 13؛ نح 3: 1؛ 6: 15). لكن الحقيقة أن الذي قام بالبناء هو الله الذي عمل في قلب نحميا وغيره. وكما يقول المرتل: "إذا بنى الرب صهيون يُرى بمجده". (مز 102: 16) "يجمع متفرقي إسرائيل"، وذلك حسب وعده الإلهي (تث 30: 3؛ إش 11: 12؛ 56: 8)، وبالفعل رد المسبيين من بابل. ربما يتساءل البعض: مادام المزمور يمثل دعوة للتسبيح، فما ارتباط ذلك بالله كباني لأورشليم وجامع منفيي إسرائيل؟ ليس من طريق للتمتع ببناء أورشليم الداخلية، واختبار عربون أورشليم السماوية، والتحرر من أسر إبليس مثل حياة التسبيح الداخلية الحقيقية. إذ يقدم المرتل دعوة لكل الأمم أن تسبح الله، لا باللسان فقط، وإنما بالسلوك حتى بأسلوب الأكل والشرب والنوم. الآن يكشف لنا المرتل عن الدافع الرئيسي لهذا التسبيح الدائم، وهو بناء الله لأورشليم، وجمعه الذين سبوا من بني إسرائيل. ماذا يعني المرتل بأورشليم وبإسرائيل هنا؟ ا. يشعر الشعب في العهد القديم بتنازل الله ومحبته، إذ وهبهم مدينة أورشليم كمسكن له وسط شعبه، مدينة الله المقدسة. ب. يتطلع المؤمن إلى أعماقه، فيجد قلبه قد صار هيكلًا مقدسًا لله، وصارت أعماقه أورشليم الجديدة. ج. بنظرة مستقبلية مملوءة رجاء يثَّبت المؤمن عينيه على أورشليم العليا، حيث يشترك مع الطغمات السماوية في تسبيحٍ أبديٍ لا ينقطع. أما إسرائيل ففي فكر القديس أغسطينوس تعني "رؤية الله"، وكأن المؤمن وهو يرى الله تتهلل نفسه وتسبح الله على الدوام. * يوجه كلماته، لا إلى المدينة، بل إلى سكانها، كما في كل السفر، هكذا يفعل هنا. إنه يحثهم دومًا وينصحهم أن يقدموا الشكر لله من أجل إحساناته، لا من أجل المباني والمتاريس الآمنة، بل لأجل عنايته الإلهية . القديس يوحنا الذهبي الفم * شعب أورشليم هو بعينه شعب إسرائيل. إنها أورشليم الأبدية في السماوات، ومواطنوها هم الملائكة... يفرح كل مواطني هذه المدينة العظيمة المتسعة السماوية برؤيتهم لله. يركزون أنظارهم على الله نفسه. أما نحن فتائهون عنها. لقد انسحبنا منها بسبب الخطية، ولم نعد بعد مقيمين هناك، إنما انحدرنا بالفساد، ولا نعود إليها. تطلع الله إلى تجولنا، وقام بإصلاح الموضع الساقط، أي "يبني أورشليم"... أرسل إلى سبينا ابنه كمخلصٍ. قال له: "خذ حقيبة، وضع فيها ثمن الأسرى". لقد أخذ لنفسه جسدنا المائت وبه الدم الذي بذله لأجل خلاصنا. بهذا الدم "جمع متفرقي إسرائيل"... إذ يجتمع المتفرقون في يد البنَّاء، يتشكلون في المبنى. كيف يلزم أن يجتمع هؤلاء الذين بسبب القلق يسقطون من يد لبنَّاء؟ انظروا ذاك الذي نسبحه، انظروا لمن نحن مدينون له أن نسبحه كل حياتنا! القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحيّات البدائية الأصلة والبواء |
اذا كان هذا هو التسبيح على الارض ماذا عن التسبيح في السماء !! |
عمل الغرس والبناء في الكنيسة |
البناء على الصخر، والبناء على الرمل |
عام للراحة والثمر والبناء |