![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قيامة المسيح هي حدث تاريخي. لم يشرح لنا أحد من الإنجيليِّين كيف قام المسيح، ولكن كشفوا لنا أبرز علامات قيامته كحدث تاريخي، وهو القبر الفارغ. لماذا كان فارغاً؟ هناك احتمالان: إمَّا أنَّ هناك تفسيرات مزعومة، وإمَّا أنَّ المسيح قام حقا. وبقدر ما أكد التلاميذ والرسل قيامته قاومها غير المؤمنين ومن أهم التفسيرات المزعومة للقبر الفارغ فهي: التفسير الأول: كان يسوع مُغمى عليه، ثم استردَّ وَعْيه. ولكن إنجيل يوحنا يردُّ على هذه التفسير بقوله "لم يكسر الجنود الرومان ساقي يسوع، لأنه كان قد مات فعلا" أَمَّا يسوع فلَمَّا وَصَل الجنود إِليه ورأَوهُ قد مات، لَم يَكسِروا ساقَيْه، لكِنَّ واحِداً مِنَ الجُنودِ طَعَنه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرَجَ لِوَقتِه دَمٌ وماء" (يوحنا 19: 32-34). التفسير الثاني: أخطأت النسوة وذهبن إلى قبر آخر؛ يجيب متى الإنجيلي على هذا التفسير بقوله إنَّ مريم المِجدَلِيَّة ومريم أم يوسي رأتا يسوع وهو يدفن في القبر كما جاء في الإنجيل “أَخذَ يوسُفُ الجُثْمانَ ولَفَّه في كَتَّانٍ خالِص، ووضَعَه في قَبرٍ لَه جديد كانَ قد حفَرَه في الصَّخْر، ثُمَّ دَحَرجَ حَجَراً كبيراً على بابِ القبرِ وانصَرَف. وكانت هُناكَ مَريمُ المِجدَلِيَّة ومَريمُ الأُخرى جالِسَتَينِ تُجاهَ القَبر" (متى 27: 59-61)، ويؤكد إنجيل يوحنا أنَّ بطرس ويوحنا ذهبا إلى نفس القبر "فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إلى القَبْرِ" (يوحنا 20: 3). التفسير الثالث: سرق لصوص مجهولون جسد يسوع؛ يجيب متى الإنجيلي على هذا التفسير بان القبر كان مختوما وعليه حراسة من حرس الهيكل كما جاء في الإنجيل "ذهبَ عُظماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ معاً إلى بيلاطُس فقالَ لَهم: "عِندَكُم حَرَس، فاذهبوا واحفَظوه كما تَرَون" فَذَهبوا وحَفِظوا القَبر، فخَتموا الحَجَرَ وأَقاموا علَيه حَرَسا" (متى 27: 65: -66). التفسير الرابع: سرق التلاميذ جسد يسوع؛ نجد في أعمال الرسل أنَّ الجماعة المسيحية الأولى كانوا على استعداد للموت لأجل إيمانهم في المسيح القائم، إذ "قَبَضَ المَلِكُ هيرودُسُ على بَعضِ أَهلِ الكَنيسة لِيُوقِعَ بهِمِ الشَّرَّ، فقَتَلَ بِحَدِّ السَّيفِ يَعقوبَ أَخا يوحَنَّا. فلَمَّا رأَى أَنَّ ذَلك يُرْضي اليَهود، قَبَضَ أَيضًا على بُطرُس" (أعمال الرسل 12: 2 -3). لذلك فإن سرقوا جسد يسوع لكان إيمانهم بيسوع باطلا واستشهادهم لأجله لا معنى له. أبصر بطرس ويوحنا واقعيا الأكفان والمنديل فتأكدا أنَّ القبر فارغ. وتحقَّق أنَّ الكفن كان ملفوفاً ومُرتَّباً في موضع من القبر، وكذلك المنديل الذي كان على راسه وُجد ملفوفا وحده في مكان آخر منفصل عن الكفن (يوحنا 20: 6-7)، وما كانت الأكفان مرتَّبة لو أنَّ القبر قد نُهب أو سُرق كما ادَّعى رؤساء اليهود الذين اشتروا ضمائر الحراس بالمال مقابل تلفيق الكذبة، إذ قالوا لَهم: "قولوا إِنَّ تَلاميذَه جاؤوا لَيلاً فسَرقوه ونَحنُ نائمون" (متى 28: 12-13). فيجيبهم العلاّمة أوغسطينوس "إن كنتم نائمين أيها المنافقون فكيف شاهدتموهم؟ وإن كنتم ساهرين، فكيف تركتموهم يفعلون". تحقق بطرس من علامات القبر الفارغ، ولكنه ظل مذهولاً مما حدث (يوحنا 20: 6). بطرس رأى وتعجب كما ورد في إنجيل لوقا "َانصَرَفَ إلى بَيتِه مُتَعَجِّباً مِمَّا جَرى" (لوقا 24: 12). التفسير الخامس: سرق رؤساء الكهنة والفِرِّيسيُّون جسد يسوع للاحتفاظ به؛ فمن ناحية يُبين متى الإنجيلي أن القبر كان محروسا ومختوما؛ ومن ناحية أخرى لو أخذ رؤساء اليهود جسد يسوع لأظهروه لمنع الشائعات عن قيامته، لأنهم كان يتآمرون كيف يحجبون أخبار القيامة. وأخير لو كانت القيامة خرافة لَمَا استطاع المسيحيون أن يبشّروا بها في المكان نفسه، في اورشليم دون أن يتوقعوا التكذيب والتشهير؟ والواقع، إن رؤساء اليهود لم يكذِّبوا الأمر، بل اكتفوا بالبحث عن تفسير آخر له وهو "التلاميذ سرقوا جثمانه". تشهد حاليا كنيسة القيامة مع القبر الفارغ بصمته عن الحادثة الرئيسية في تاريخ الإنسانية وهي: قيامة ربنا يسوع المسيح. يشهد القبر الفارغ على انتصار الحياة على الموت. ونشهدُ نحن أيضاً مع الرسل والإنجيليِّين، والكنيسة في كل مكان وزمان، ونعلنُ: " أَنَّ المسيح، بَعدَما أُقيمَ مِن بَينِ الأَموات، لن يَموتَ بعدَ ذلِك ولن يَكونَ لِلمَوتِ علَيه مِن سُلطان" (رومة 6: 9)، فأصبح يسوع القائم من بين الأموات مصدر الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. وهنا في كنيسة القدس، أم الكنائس، مات الرّب يسوع المسيح ليجمع في واحد أبناء الله المُشتَّتين (يوحنا11: 52). نستنتج مما سبق أن المسيح قام! حقّاً قام! هلِّلويا! هذا هو السلام الذي يتبادله المسيحيون يوم الفصح، وهو الإيمان الأساسي المُشترك بين جميع المسيحيين. وهذا هو الهتاف الذي يجب أن نشهد له بلساننا وحياتنا مع بطرس الرسول " فَلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا" (أعمال الرسل 2: 36). إنّ قيامة الربّ يسوع المسيح من الموت هي حدث تاريخيّ وهي الموضوع الرئيسي للإيمان المسيحي كما جاء في تعليم بولس الرسول "فإِن لم يَكُنْ لِلأَمواتِ مِن قِيامة، فإِنَّ المسيحَ لم يَقُمْ أَيضًا. وإِن كانَ المسيحُ لم يَقُمْ، فتَبشيرُنا باطِلٌ وإِيمانُكُم أَيضًا باطِل. بل نَكونُ عِندَئِذٍ شُهودَ زُورٍ على الله، لأَنَّنا شَهِدْنا على اللهِ أَنَّه قد أَقامَ المسيح وهو لم يُقِمْه، هذا إِن صَحَّ أَنَّ الأَمواتَ لا يَقومون" (1 قورنتس 15، 13-15). |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ويبقى مكانك فارغاً |
حينما أجد نفسى فارغاً من كل عمل صالح .. |
ربما تشعر انك فارغاً روحياً |
أن تكون فارغاً من كل شيء ما عدا الانتظار |
لن تخرج فارغاً |