يوضح الكتاب المقدس بكل جلاء أن خطية الفرد تدان بحسب استنارة الفرد الشخصية، وأن على الفرد أن يجتهد ضد كل ما يعرفه أنه شر، وهذا واضح من أقوال الرب يسوع (يو 15: 22، مت11: 20 24)، ومن أقوال الرسول بولس (أع 17: 30، رو 14: 5، 1كو8: 7، 1 تي1: 13). ولا يعني هذا أن الخاطئ يعرف تمامًا مرارة الخطية قبل ارتكابها، فالخطية التي ترتكب تحت توبيخ الضمير وتحت الخوف من غضب الله، وفي ضوء بعض نتائجها المخيفة، تختلف تمامًا عن الخطية التي ترتكب عمدًا وبعد تفكير وتدبير. وحقيقة إدانة الفرد على خطيته بحسب ما عنده من نور، معناها فقط أن الكتاب المقدس يأخذ في اعتباره حقيقة هامة هي أن الضمير يتأثر في أحكامه المادية على الحقائق الفعلية، تأثرًا كبيرًا بالتراث الاجتماعي والمعايير السائدة في المجتمع، وهذا هو السبب في ضرورة الحكم على رجال البلدان الأخرى والأزمنة السابقة مثل شخصيات الكتاب المقدس في ضوء ما كان لهم من نور في زمانهم من حيث مدى مذنوبيتهم أو استحقاقهم.