يعد التساؤل عن كنه الطبيعة التي يولد بها الطفل، أخطر وأوسع الموضوعات في القرن العشرين، وتتفق النتائج بشكل عام مع تعاليم الكتاب التي عرضناها فيما سبق، فالكل متفقون على طبيعة الشر الموروثة في الإنسان، والنزوع إلى الشر الكامن في الذات البشرية، وضرورة تهذيب الطفل أخلاقيًا، وحتمية النضال لتحقيق المواقف الأدبية والتضامن الأخلاقي للمجتمع، وخطورة الانحراف الأخلاقي المطلق، والتحكم في عواطف ومشاعر الإنسان. ويتفق علماء التربية المسيحية على أن النزعات الشريرة الوراثية لا يمكن التحكم فيها بالتربية إلا عن طريق عمل النعمة الفائقة، وأن ما تصبو إليه التربية المسيحية هو أن تصبح أداة لحفظ الطفل على صلة بالقوة الإلهية.