رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطية والحرية: يثير موضوع الخطية ونتائجها بالضرورة قضية الخطية والحرية. وليس ثمة صعوبة من وجهة نظر الكتاب المقدس في حالة آدم وحواء، فقد كانا خاليين من الميل للخطية، ولهما حرية الاختيار. ويقول الرسول بولس:" إنه بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" ( رو 5: 12)، وإن الإنسان الطبيعي لا يمكنه أن يحفظ الناموس "فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله" (رو 8: 3 8)، كما يؤكد أن الجميع "بالطبيعة أبناء الغضب" (أف 2: 3)، وأنه لا يمكننا أن "نتمم الناموس" إلا بالروح ووجودنا "في المسيح". ويجزم الرسول بولس بأن الخطية هي مقاومة الله ورفض السلوك في النور (رو 1: 21و28و32)، حتى عندما يؤكد عجز الناموس كطريق للخلاص "لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه" (رو 3: 20) وأنه مصدر للتعدي:" أما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية" (رو 5: 20). ونجد أن الرب يسوع نفسه يؤكد أن الخطية هي اختيار حر واعٍ (لو 15: 13،يو15: 22، 9: 41، 8: 11)، كم يؤكد في نفس الوقت وجوب التغيير الشامل للعواطف التي تتحكم في الإنسان الطبيعي وذلك بالتحديد (يو 3: 3و6، مت 7: 18، 12: 33). وإلى جانب هذه الحقيقة عن النزعة الموروثة للشر في الإنسان، والخطية المحسوبة عليه، يجب إضافة الحقيقة التي ينبني عليها التعليم اللاهوتي عن النعمة الشاملة، وهي أن الله بروحه يكبح جماح الخطية المدمرة في الفرد وفي المجتمع، فلكل إنسان ضمير وإحساس بالناموس الإلهي، وبالله وبالفضائل الأخلاقية (تك 6: 3، يو 1: 9، أع 7: 51، 14: 17، رو 1: 14و15). وتقدم هذه الحقائق مجتمعة تعليم الكتاب المقدس عن الإنسان الطبيعي كمولود بطبيعة فاسدة خاطئة بذاتها، وكمولود بالإثم مذنبًا، إلا أن الروح لم يتركه قط بدون نور، فكل شخص يبلغ سن التمييز يصبح حرًا، بمعنى أنه يملك قراره، فهو حر في أن يختار الشر طريقًا له. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العمل والحرية |
نبع الجمال والحرية |
الله والحرية |
الخطية تنبع من إرادة الإنسان والقلب الدنس والحرية من عند أبي الأنوار |
الشباب والحرية |