الراعي الصالح فيعمل مجانا كما امر الرب " َخَذتُم مَجَّاناً فَمَجَّاناً أَعطوا" (متى 10: 8)، ويطلب ما هو للخراف غير مبالٍ بما هو لنفسه كما جاء في تعليم بولس الرسول "لا يَسْعَيَنَّ أَحَدٌ إلى مَنفَعَتِه، بل إلى مَنفَعَةِ غَيرِه" (1 قورنتس 10: 24).
ويضحّي بنفسه لإنقاذ خرافه، وذلك لان الخراف خاصته. انه يجعل نفسه منها، وكل ما يصيبها يصيبه. وظهر الفارق واضحًا بين الراعي المهتم بخرافه وبين الأجراء؛ أي بين السيد المسيح الذي يشتاق إلى خلاص البشرية والفريسيين الذين يهتمون بكرامتهم الذاتية وسلطانهم ومكاسبهم كما جاء في رواية شفاء الأعمى (يوحنا 9: 1-4). فالمسيح قد تبنّنا وتضامن معنا إلى هذا الحد. ويُعلق القديس أوغسطينوس " إن وجدنا هذه الشخصيات الثلاث: الراعي، والأجير، واللص، نجد من يليق بنا أن نحبهم، ومن يجب علينا أن نحتملهم، ومن يلزمنا الحذر منهم. فالراعي يُحب، والأجير يُحتمل، واللص يُحذر منه ".