![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ذا كنا لا نعدل في التمييز بين الخطايا، فإننا ندخل في نزاعٍ مع الكتاب المقدس والواقع. صحيحٌ أن الناس، بمعنى أدبي، يولدون متساويين؛ فهم في بداية أمرهم يحملون الذنب نفسه ويتنجسون بالدنس عينه. غير أنهم عندما يكبرون يختلف أحدُهم عن الآخر، ويكون اختلافُهم بيّناً. حتى المؤمنون يقعون أحياناً في خطايا فادحة، وينبغي لهم أن يحاربوا كل حين الإنسان العتيق الذي في طبيعتهم، ولا يتأتى لهم على هذه الأرض إلا تحقيق بداءة يسيرة من الطاعة الكاملة. وبين الذين يعرفوا اسم المسيح، أو لم يؤمنوا به، قومٌ يستسلمون لكل نزوةٍ من نزوات الفجور ويشربون الإثم كالماء. ولكن بين أولئك عديدين ممن يميزون أنفسهم بحياةٍ محترمة اجتماعياً ورفيعة أدبياً، بحيث يصلح أن يكونوا نماذج في الفضيلة حتى للمسيحيين الحقيقيين. حقاً إن بذور الشر كانت في كل قلبٍ بشري، وكُلَّما ازددنا معرفةً بذواتنا تأكد لنا حقُّ الاعتراف أننا بالطبيعة ميالون إلى كره الله والقريب وغير قادرين على أي صلاح ونزاعون إلى كلِّ شر. غير أن هذه النزعة الشريرة لا تصل بجميع الناس، على حد سواء، إلى نقطة ارتكاب الأعمال الشريرة. فليس جميع السائرين في الطريق الرحب يسيرون بالسرعة عينها أو يتقدمون التقدم نفسه. |
![]() |
|