منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 04 - 2022, 01:05 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,089

...العذارى وزيت المصابيح...
العذارى وزيت المصابيح

انوجدنا في هذا العالم ونعيش لملاقاة من أحبّتهُ نفوسنا أكثر من محبّتنا لكلّ من حولنا، حاملين مصابيحنا ممتلئة زيتاً (محبّة)، كون من سنلاقيه هو النور وعريس كلّ نفس بشرية، فلم نجد سوى محبّتنا له والمستمدة منه، كنور لمصابيح نفوسنا، لملاقاة نبع نورنا الحقيقي (يسوع) الذي ﻻ ولن يَغْرُبَ أبداً.
وها نحن في زمن الانتظار، وتباشير قدومه تلوحُ في اﻷفقِ، نمسك مصابيحنا مشتعلة لتضيء لنا حلكة ليل هذا العالم. ألم يقل لنا أنّه سيأتي في نصف الليل, ذروة الشرّ والخطيئة، حيث ﻻ نستطيع أن نفعل شيء بعد، فيأتي هو ويتمّم ما وعدنا به _الخلاص.
الانتظار هنا ليس سكون وركون، بل زمن عمل ومثابرة، ﻷجل أن يبقى معنا زيت يكفينا لقدوم العريس. ما هو هذا الزيت؟؟
إنه عمل المحبّة تجاه الله والقريب، فالمحبّة تزداد فيك كلّما عشتها وهذا ما نستطيع فعله اﻵن قبل مجيء العريس، فالمحبّة هي الشارة التي سيعرفنا المسيح من خلالها لأنّها تجعلنا خراف المسيح، وبدونها نحن ظلمة في عتمة العالم وﻻ أثر للمسيح فينا. كما أنّنا سنعرفه يوم مجيئه من علامته التي ستظهر في السماء, شارته, التي هي صليبه (علامة محبّته لنا).
والمحبّة هنا ليست مشاعر، بل عمل وخبرة حياة يومية مع الله ومع صورته (اﻹنسان). وهذه الخبرة لا تنتقل بالكلام وﻻ تُعطَى وﻻ تُوهَب إﻻ بخبرة العيش كمثل أيّ فنٍ من الفنون.
فمثلاً: لتتعلّم الصلاة عليك أن تصلّي وتتحدّث مع الله. وليس فقط أن تقرأ عن الصلاة. وحين تتعلّم الصلاة، لا يستطيع أحد, حتى معلّمك نفسه, أن يعطيك خبرته وإحساسه بالصلاة إن لم تسلك (تعمل) أنت مثله، فتكتسب خبرة بمرور الوقت (أستطيع تعليمك فن العزف على آلة ما، ولكن ﻻ أستطيع أن أعطيك إحساسي ومتعتي طيلة عشر سنوات بعزفي على هذه اﻵلة).
وهنا نفهم لماذا لم تعطي العذارى العاقلات من زيتهن لرفيقاتهن الجاهلات، فالخبرة ﻻ تُعطى بل تُعلَّم. فالعاقلات قُلْنَ للأخريات: "اذهبن وابتعن لكنَّ.." , لتواضعهن الجزيل، وليس لقلّة محبّتهن، حتى أَنَّهُنَّ لم يعتبرن الصلاح الذي أمتلَكْنَه كافٍ لهنَّ وللأخريات، وأيضاً لم يقعن في إدانة وذم الجاهلات.
وعند قدوم المسيح لن يَعُدْ ﻷحد فرصة ليعمل أو ليجمع أو ليحب_ ليشتري زيت، فمجيء المسيح يعني وقت الدينونة والحساب. ولهذا قال المسيح للجاهلات "أقول لكنَّ إنّي ﻻ أعرفكنَّ" , ﻷنَّهنَّ لم يعرفنَ المسيح أثناء حياتهنَّ ولم يطلبنهُ من قلوبهنَّ، ولم يعشنَ المحبّة الحقيقية، فخسرنَ كلّ شيء.
البعض يسأل لماذا لم يحدّد الرب وقت وميعاد لمجيئه أو ميعاد موتنا وانتقالنا إليه ويخبرنا عنه؟ الجواب: محبّة بنا، ﻷنّه يعرف طبيعتنا التي تستغلُّ رحمته، فنقول مثلاً: لنعيش خطايانا وأهواءنا مدّة عمرنا ثم نتوب قبل أن نموت بقليل.
قمّة الجهل.. فهل نضمن نفسنا أنّها ستريد التوبة بعد أن اعتادت وأدمنت وتسممت بالخطايا؟!، كلا لن تطلب توبتها أبداً، ﻷنّ إرادتها قد انسلبت وماتت، ولن تطلب النهوض أبداً. فالله رحيم، لكنّه عادل أيضاً. رحمته عادلة، وعَدلُهُ رحيمٌ أيضاً. لذلك أعطانا هذا المثل لنهيئ أنفسنا منذ اﻵن وﻻ نهمل خلاصنا، وﻻ نتفاجأ حين قدومه إلينا "مفتدين الوقت فإنّ اﻷيام شريرة" .
فما علينا سوى أن نعمل بوصية السيّد بأن نشعل قنديلنا مهما طال الظلام مستمدين منه نعمةً ونوراً (ومن نورك نستمدّ النور). لتبقى قناديلنا (نفوسنا) مشتعلة بزيت محبّته اﻷبدية فنكون بالحقيقة أبناء النور..


للأرشمندريت باييسيوس سابا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الزيت لم يكن في المصابيح
أيّة منفعةٍ جنتها العذارى الجاهلات من المصابيح التي لم يكن فيها زيت
مثل العشر عذارى ( العذارى الجاهلات و العذارى الحكيمات )
كتب تغنينا عن المصابيح !!!
وسيلة إيضاح رااااائعة لدرس مثل العذارى الحكيمات و العذارى الجاهلات


الساعة الآن 12:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024