رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد يوم شاق عدت إلى غرفتي التي لم تفشل يوماً في احتوائي أمارس روتيني اليومي، غريب عن كل من حولي، أعلم جيداً كم تغيرت.. أصبحت هادئ على عكس ما كنت، قليل الكلام ومحدود العتاب أحزن في صمت وافرح في هدوء، إجتماعي بين الذين احبهم وانطوائي أمام الغرباء خجول وهذا شيء لم يتغير ولكني أصبحت أخجل أيضاً ممن أعرفهم ولم أعد أستطيع الكلام والمزاح كما في السابق وأدرك أن وجودي قد يكون ممل لأي شخص يقترب مني وانه لم يعد هناك شخصاً واحداً يستطيع تحمل صمتي.. لم أستطع الإستمرار في السؤال على أصدقائي كما وعدتهم و لكني مازلت فى مكاني لم أغادر .. ربما لم يعُد لدي الطاقة للتواصل مع البشر.. وبين هدوئي وشرودي وجدت مكالمة من صديق منذ زمن لم نتحدث وما أن قمت بالرد عليه انهال بغضب عتابه عليّ: أين أنت؟ لمَ غيرتك الأيام؟ لمَ لم يعُد هناك شيئاً مشتركًا بيننا..؟ لماذا توقفت عن سؤالك؟ لماذا أنت صامت هكذا؟ انا صديق عمرك أخبرني كيف يكون الرد على سؤال أحدهم: أين صديقك؟ حاولت كثيراً الا أظهر لهم مدى خذلاني منك أخذ يتحدث ويتحدث وأنا أسمع صوت بكائه من بين كلماته ولا أدرك ماذا فعلت؟ شعرت به يحتاج إلى وجودي، وجودي يطمئنه ويدعمه، فقدت قدرتي على سماعه وأصبحت تائه بين كل ما يقوله هل سمعني وأنا أتحدث إلى نفسي؟ هل أنا شخصاً أناني كما يصفني؟ والكثير من الأسئلة التى وجههتها إلى نفسي ولكني أجهل الإجابة.. ولكني أعلم جيداً أن ما يحدث الآن حدث معي سابقاً وكنت أنا الطرف الآخر.. انتبهت لصمته من بين شرودي.. الكثير من الصمت والهدوء، لا استطيع الرد، ليس لدي أعذار لأقدمها ، قديماً كان لدي الكثير من العتاب مثل هذا ولكني لم أقم به.. أريد أن أنقذ الموقف والا أكون بذات ردود الفعل التى تلقيتها بالأمس ولكن لا أعلم ماذا أفعل او أقول بعد قليل من الوقت الذي لم يمر سهلاً بصعوبة بالغة حاولت الرد .. خرج صوتي بكل برود لأقول: حسناً. أنا أسف إن كنت خذلتك، لا أجد ما يمكنني قوله ولكن الأيام صعبة تسلب الإنسان من كل شيء، تجعله يسمع مثل ذلك العتاب القاسي المليء بالمحبة بلا مبالاة وأغلقت الهاتف وأنا شارد فى كل ما حدث، أشعر إنني ألقيت القبض على نفسي فى حالة تلبس! ما هذا الذي وصلت إليه، هل أصبحت قاسي؟ كان يجب أن أكون بجانبه أن احتوي حزنه أو على الأقل كان علي توضيح ما مررت به من ظروف لا يعلمها، أنا ايضا أحتاج ان احكي،ان ابكي، ان اخبره ان كل الذين أحببتهم بصدق تركوني .. ربما لذلك أصبحت لدي القدرة على الإستغناء عن أي شخص، وربما أنا مستنزف ومستهلك وليس لدي طاقة لمواساة احدهم او حتى سماع عتاب منه،وربما انا تائه، وحيد، بائس، لم أعُد أتحمل.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احفظني قريب من قلبك صديق دايب في صديق |
صديق يحسدك و صديق يقتلك |
فمع الايام يصبح المذبح صديق لمن ليس له صديق |
مكالمة هاتفية من أغلى صديق |
"كل صديق يقول لي مع فلان صداقة لكن رب صديق انما هو صديق بالاسم" |