|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أوشكت الأسابيع السبعون على الانتهاء أُرسل جبرائيل أيضاً من السماء إلى هيكل الرب فوقف عن يمين مذبح البخور مبشراً زكريا الكاهن العجوز بميلاد يوحنا الذي يقوم برسالة تمهيد السبيل لمجيء المسيح المنتظر وليبشر الناس بقدومه. وفي الشهر السادس من تاريخ الحدث العجيب بلغ ملء الزمان، فوقف جبرائيل قدام العذراء مريم، وهي تصلي في بيت بسيط كانت تقطنه في الناصرة، فحياها بإكرام لائق، قائلاً لها: «سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك، مباركة أنت في النساء، فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية، فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند اللّه وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية» (لو 1: 28 ـ 33). أجل لم يرسل جبرائيل الملاك في هذه المرة إلى عاصمة عظيمة شهيرة من عواصم الإمبراطورية الرومانية، ولا حتى إلى المدينة المقدسة، بل أرسل إلى مدينة الناصرة الصغيرة التي قيل عنها بعدئذ: «أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح» (يو 1: 46) ولم يرسل الملاك جبرائيل في هذه المرة إلى هيكل الرب، بل إلى بيت بسيط متواضع، حولته العذراء مريم إلى قدس أقداس للرب إذ جعلته نظيفاً، أنيقاً، مرتباً، تفوح منه رائحة الفضيلة، وتعبق في جوانبه نسمات الصلاة النقية التي كانت العذراء مريم ترفعها إلى عرش اللّه بالسماء في أوقاتها الثلاثة يومياً مكملةً بذلك الفريضة المقدسة التي كان يقوم بها كل تقي وتقية من شعب العهد القديم. |
|