رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فتَركا الشِّباكَ لِوَقتِهما وتَبِعاه "تَبِعاه" فتشير الى كل من التلميذين سمعان واندراوس أخيه الذين تبعا فأصبحا تلميذين له دون علمٍ أو معرفة سابقة لمستقبلهما. كل من يتبع يسوع يتحوّل من التركيز على ذاته الى التركيز على شخص يسوع وتعليمه. ويعلق المجمع الفاتيكاني الثاني" من يتبع الرّب يسوع المسيح، ذلك الإنسان الكامل، يصبح هو أيضاً إنساناً كاملاً" (فرح ورجاء، دستور رعائيّ في "الكنيسة في عالم اليوم"، عدد 41 ،1)). في العادة، يتبع التلميذ المعلم (الرابي)، ولكن مع يسوع تتبدّل الأمور، حيث التلميذ لا يختار معلمه، بل المعلم يختار تلميذه كما صرّح يسوع "لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم" (يوحنا 15: 16). يسوع يدعو، فيلبِّي المدعوون بطاعة فورية بدون تأخر فيها. ثم ان هؤلاء التلاميذ لا يكتفون بان يسمعوا، بل هم يشاركون كشهود للملكوت وكعاملين في حصاد الرب (متى 10: 1-27). فقد تعلّقوا بتعليم يسوع، وتعلّقوا بشخصه ايضا. والجموع ايضا تبعت يسوع وحاولت ان ترى فيه المعلم الذي لن تجده عند معلمي المجامع (متى 4: 25)؛ وفي النهاية هذا الاتباع يتوجب على كل مؤمن ان يحمل الصليب ويسير وراء يسوع كما صرّح يسوع لتلاميذه "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني" (متى 16: 24). هذا ما فعله سمعان وأندراوس وهذا ما فعله يعقوب ويوحنا. سمع الاربعة النداء فتركوا كل شيء وتبعوا يسوع. فهم تخلَّوا عن مهنتهم في سبيل العيش مع المعلم. وهذا الامر يعبّر عن حالة جديدة في العيش مع يسوع. واختيار الاثني عشر هو مثال للمؤمنين الذين سيسمعون نداء يسوع ويصبحون تلاميذ له. فهل نلبي الدعوة ونحيا في طاعة الله، ونكون بحق شهودا ليسوع ولإنجيله الطاهر امام جميع الناس؟ |
|