|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح غرضنا فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ( غل 2: 20 ) كما أن الرب هو غرض الإيمان لخلاص الخاطئ، هكذا هو غرض حياة الإيمان بالنسبة للمؤمن. فالرسول بولس يقول: «مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلَمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 ). ومعنى ذلك أن الحياة التي عاشها الرسول هنا على الأرض كان ابن الله غرض إيمانها. وتتفق مع هذا كلمات الرب نفسه، فلما اعترى التلاميذ الحزن عندما علموا بسرعة افتراقه عنهم قال لهم: «لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي» ( يو 14: 1 ). فبهذا يعلمهم أنه وإن كان سيغيب سريعًا عنهم ولا يعودون يرونه بعيونهم الطبيعية إلا أنهم يجب أن يؤمنوا به، أي يكون هو غرض إيمانهم كما آمنوا بالله، وبهذا أعلن لهم حالة المكان الذي كان على أهبة الذهاب إليه. كان ذلك المكان هو بيت الآب، بيتًا فيه منازل كثيرة حيث سيعدّ لهم مكانًا، منتظرًا ذلك الوقت الذي فيه يأتي ليأخذهم إليه. وفي أثناء تغربهم عنه، عليهم أن ينشغلوا به وأن يكون هو غرضهم. وما أعظمها بركة أن نرفع عيوننا، ونرفعها باستمرار، إلى المسيح، ذاك المشغول بنا والذي يعمل لأجلنا في بيت الآب! قد تتكاثف الغيوم حول طريقنا الأرضي، وقد تكثر التجارب والشدائد، ولكن لا يستطيع شيء أن يحجبه ـ في عطف محبته الكاملة وخدمته المستمرة لأجلنا في السماء ـ عن نظر إيماننا، كما أن الفرح والسلام والنور تنبعث دائمًا من أمامه. لكن يوجد ما هو أكثر من ذلك. فليس الرب فقط غرض إيماننا، بل هذا الإيمان نفسه يتغذى ويتقوى بشخصه المبارك. إن المسيح هو حياة إيماننا، لهذا يقول: «كما أرسلني الآب الحي، وأنا حيٌ بالآب، فمَن يأكلني فهو يحيا بي» ( يو 6: 57 ). وأكل المسيح معناه امتلاكه بالإيمان في كل ما هو عليه، وهذا يبين وجوب اعتمادنا عليه كمصدر الحياة، فكما يغذي الطعام أجسادنا وينميها، هكذا المسيح يغذي نفوسنا ويقويها. عنده ينبوع الحياة، والإيمان هو المجرى الذي يربطنا بهذا الينبوع الذي فيه تجري لنا الحياة بقوة الروح القدس. أيها الربُّ يسوعُ أنتَ نبعُ كلَّ حبْ أنتَ موضوعُ الرجاءِ بل ثباتُ كلَّ قلبْ |
|