رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لعــــــــــازر أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا ... وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ ( يوحنا 12: 1 ، 2) كان لعازر أقل شخصية في عائلة بيت عنيا المباركة، فلا يُذكَر عنه إلا القليل، ولكن هذا القليل يستحق أن يشغل تأملنا لكي نجني منه فوائد روحية. إن لعازر يُمثل كثيرين من تلاميذ الرب الذين قلَّما تُعرَف أسماؤهم، وحتى في بلدتهم أو القرية التي يعيشون فيها قليلون هم الذين يعرفونهم لأنهم يسلكون سبيلهم في هذه الحياة بهدوء وبساطة. فهم لا يؤدون أعمالاً عظيمة، ولا يُلقون مواعظ، ولا يُنادون بالإنجيل لمجرد كونهم غير قادرين على ذلك. وحتى في الاجتماع قلَّما تسمع أصواتهم. ويوجد آخرون مطروحون على فراش المرض شهورًا وسنين كأن لا عمل لهم إلا أن يُقاسوا الآلام. وهناك أخوات ينهمكن من الصباح المبكر إلى المساء المتأخر في تدبير شئون منازلهن وتربية أطفالهن العديدين. فهل هناك مؤمنون أعظم شأنًا من غيرهم؟ كلا. بل كل واحد يأخذ المركز الذي يضعه الرب فيه. في الجسد أعضاء كثيرة؛ بعضها ذو كرامة أفضل، وللبعض كرامة أقل بحسب تقديرنا. ولكن العضو الذي يبدو حقيرًا في الجسد ضروري كأهم الأعضاء. وفي الكنيسة لا يوجد ”رُسل وأنبياء ومُبشرون ورُعاة ومُعلِّمون“ فقط، بل هناك أيضًا ”خدام وأعوان“. فلا تتكاسل يا عزيزي إذا كان الرب قد أعطاك مواهب كثيرة بل استعملها بأمانة واجتهاد. ولا تفشل إذا كان قد أعطاك مواهب قليلة بل اقنع بما أُعطيت، ولا تظن أنك بلا فائدة في الأرض. كل هذا نتعلَّمه من تاريخ لعازر. فالعالم لم يعرف شيئًا عنه، ولم يُذكر اسمه إلا في إنجيل واحد. وأول مرة يَرِد ذكر عائلة بيت عنيا لا نجد كلمة واحدة عن لعازر. ولو كانت القصة الواردة في لوقا10 هي كل ما لدينا لَمَا عرفنا أن لمرثا ومريم أخًا على الإطلاق. والبشيران متى ومرقس لا يخبراننا شيئًا عن لعازر. ولا نُخبَر عنه إلا أنه كان مريضًا ومات، وقد أقامه الرب يسوع من الأموات، وكان أحد المتكئين معه على المائدة. هذا هو الكل! يقول قائل: ”ما أحقر هذا!“ حقًا إنه حقير في نظرنا ولكن ليس كذلك في نظر الرب. ونحن عندما نتأمل في القصة الواردة في الأصحاحين يوحنا11، 12 لا شك أننا سنغيِّر أفكارنا وستُصبح الحياة الحقيرة ذات معنى أعظم وأمجد تستدعي أن نقدم شكرنا لله لأنه لم يقتصر على أن يعرض أمامنا مرثا ومريم بل أعطانا لعازر أيضًا. . |