ثم إنه لأمرُ يعارض الاختبار أيضاً أن تعتقد أن الخطية تستبدُّ بالإنسان من الخارج فقط.
صحيحٌ أن القدوة السيئة يمكن أن يكون لها تأثيرٌ هائل.
نرى ذلك في الأولاد الذين يولدون لآباء أردياء وينشأون في بيئةٍ خلُقية خالية من التقوى والرصانة.
وعلى عكس ذلك، فإن في الولادة من آباء أتقياء والتربية في محيطٍ سليم خُلُقياً ودينياً لبركة لا يمكن تقديرُها.
غير أن ذلك كلَّه ليس إلا جانباً واحداً من المسألة.
فما كان لفلك البيئة السيئة مثلُ هذا التأثير السيئ في الولَد لو أن الولد نفسه لم تكن له في قلبه نزعةٌ نحو الشر.
وعلى المنوال نفسه، فإن البيئة الصالحة ما كانت لتُخفف غالباً في التأثير بالولد لو أن ذلك الولد كان قد تلقى عند ولادته قلباً نقياً يمتثل لكلِّ ما هو خير.