في الآية الثالثة عشرة يقول المسيح صراحةً وما يُفهم منه أن الفريسيين، لو فهموا أن الله في شريعته لم يُرِد الذبائح الخارجية بل الرحمة الروحية الداخلية، لكانوا وصلوا إلى الاقتناع بأنهم هم أيضاً - شأنهم شأن العشارين والخطاة -مذنبون ونجسون ومحتاجون إلى التوبة باسمه الكريم.
وهو نفسه في تلك الأثناء يقصر خدمته على خراف بيت اسرائيل الضالة (مت 15: 24)، غير أنه بعد قيامته يكلف تلاميذه وكالة الانطلاق إلى العالم أجمع والكرازة بالإنجيل للخليقة كلها، لأن الخلاص هو لجميع البشر الذين يركنون إلى الإيمان باسمه (مرقس 16: 15 و16).
ومما يوافق هذا أن الرسول بولس يبدأ رسالته إلى مؤمني مدينة رومية بعرضٍ شامل للحجج التي تُبين أن العالم كُلَّه مذنبٌ أمام الله وأنه بالتالي لن يتبرر جسدٌ ما بأعمال الناموس (رو 3: 19 و 20).
فليس الوثنيون فقط لم يعرفوا الله ولم يمجِّدوه (رو 1: 8 - 32).
بل أيضاً اليهود المفاخرون بامتيازاتهم ولكنهم في الواقع يُذنبون بالخطايا عينها هُم جميعاً تحت حُكم الخطية (رو 3: 9؛ 11: 32؛ غلاطية 3: 22).
ولا بُدَّ أن يكون ذلك لكي يستدَّ كلُّ فمٍ وتتعظم نعمة الله وحدها في خلاص الجميع.