ان التمسك بعبادة هذا القديس وهو كونه معزياً للحزانى .ومسلياً للمكتئبين وما اكثر حزن بني آدم وكآبتهم .ان من تأمل شدائد الحياة المؤلمة وبلاياها الموجعة التي تحل بالانسان أو بأهله وأصدقائه في هذا وادي الدموع يسرع و لاشك الى مار يوسف ليفرج عنه الكرب ويخفف وطأتها .ليت عبادة هذا القديس كانت معروفة ومنتشرة في العائلات بنطاق واسع ! فكم مرارات كانت تُحلٌى ،وكم دموعاً كانت تمسح !فيا مار يوسف ليت العبادة لك تستولي على كل القلوب وكل العقول .لاننكر ان الله عز أسمه هو المسلي الاعظم بعظمة رحمته غير المتناهية على البشر .لانه هو وحده القادر على ان يستنزف معين الاتراح ويحولها الى افراح .وبرهاناً على رحمته غير المحددة وشفقته على البشرية المتألمة نزل اليها بذاته ليضمد كلومها ببلسم عزائه وينشلها من وهدة الهلاك وقد أسمع بني البشر كلامه المملوء عذوبة وحناناً قائلا : تعالوا إلي ياجميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا أريحكم .والبرهان القاطع على دعوته هذه العذبة قد قرن قوله بالعمل ،فأخذ على نفسه أوجاعنا وقاسى بلايانا وتجرع كأس المرارة حتى قعره وختم حياته بين أقسى العذابات مائتاً على صليب العار ! إن هذا السامري قد شارك في رسالته تلك ،خليقيتين مباركتين بين الخلائق وهما مريم ويوسف واذ منحهما اسميٌ الاب والام الحلوين قد أفاض عليهما سوابغ كنوز محبته ورحمته من ينبوع قلبه المتدفق حناناً ورأفة .ولكي يؤهبهما على أحسن منوال للوظيفة التي أختارهما لها مكث معهما اكثر من 30 سنة يصوغهما على صورته ومثاله .تأملوا مار يوسف حاملاً بين ذراعيه أبن الله الجودة بالذات وهو يضمه على قلبه .شاهدوه في بيت لحم والناصرة تروه يتبع يسوع في كل خطواته .ويشتغل ويبكي ويتألم مع يسوع .ومن يسوع تعلم الرأفة بالمساكين والشفقة على اوجاعهم .وفي تلك مدرسة الرحمة درس يوسف علم تعزية النفوس الكئيبة ومواساتها واصبح ازاء العدل الالهي وسيط النفوس الخاطئة.وبوجيز الكلام مامن مصيبة إلاٌ وتجد دواءها الناجع عند يوسف مُسلي الحزانى الكثير الشفقة والرحمة ،والذي ما سُمع قط ان خيب رجاء من أستغاث به .فهو الطبيب الماهر الذي ماقصده مريض إلاٌ ونال الشفاء التام من آفات النفس او عاهات الجسد. فأرفعوا عيونكم اليه انتم يا جميع المثقلين بشتى المحن أندبوه فتخلصوا : فهو مستعد ليستجيب صلواتكم ويخفف أثقالكم ويبلغكم مناكم لان شفاعته هي أمر أكثر منها توسل .