![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مريم قبلت الدخول في مدرسة سيّد المستحيل، وصارت المعلمّة لنا في الإيمان وفي معني التتلمذ. صارت مريم تلميذة ابنها منذ حلوله في حشاها، ودرسها الأوّل كان: "لا تخافي"، فالله يحقّق في حياتك المستحيل، لقد اختارك ونقّاك منذ خلقك، لتكوني هيكل الله الطاهر يحلّ فيك ليفدي البشر. مريم تعلّمنا الشجاعة في الإيمان، وعدم الخوف من حضور الله في حياتنا، فهو الّذي يحرّرنا، ويقدّسنا، ويجعلنا آنية مقدّسة تحلّ فيها نِعَم روحه. مريم تعلمّنا الصمت والتأمّل لنسعى الى سماع الله يتكلّم هامساً في قلوبنا ويكشف لنا عن إرادته، إرادة قدّوسة تصبح دعوتنا في الحياة، فلا نخاف أن نقول "لست أفهم بالكامل، ولكنّي أثق، وأجعل نفسي في خدمة إرادتك". مريم تعلّمنا قبول نعمة الحياة فينا، ففيها تجسّد ابن الله وصار جنيناً. مريم لم تجهض مخطّط الله الخلاصي وقد صار جنيناً في حشاها، بل قبلت هذه الإرادة وجعلت ذاتها في خدمتها. وكم نجهض نحن ارادة الله في حياتنا كلّ يوم، ونختار مخطّطاتنا الشخصيّة؟ كم من أمّهات وآباء يجهضن أولادهم، مفضّلين راحتهم، أو خوفاً من تعب مستقبليّ؟ كم من أهل يجهضون في أولادهم دعوة الله لهم، حين يرفضون أن يستجيب ولدهم لدعوة الله له؟ في هذا كلّه مريم تصبح معلمّة لنا في الإيمان، في التواضع، في الطاعة وفي شجاعة الاستجابة، لنعلم أنّنا بمعموديّتنا دخلنا مدرسة إله المستحيل، وأن حياتنا ملكه، نضعها في خدمة أنجيله أينما كنّا، لنعلن كلّ يوم للّذين نلتقيهم أن الله هو العمّانوئيل، الله معنا، وهو لا يتركنا. |
![]() |
|