الهيكل في حياة الكنيسة وكل مسيحي
كانت الجماعة المسيحية الاولى في نشأتها تلازم الهيكل كل يوم بقلب واحد (اعمال الرسل 2: 46) ولكن بيّن انشقاق حجاب الهيكل (متى 27: 51) أنه لم يُعد هيكل أورشليم علامة لحضور الله بين البشر، وحلّت محلها في العهد الجديد علامة من نوع آخر، وهي جسد المسيح وكنيسته (عبرانيين 6: 19).
ومن هذا المنطلق، كان َ هيكل اورشليم قد هيّا هيكل المسيح وكنيسته، وهذا الهيكل النهائي لم تصنعه الأيدي (يوحنا 2: 19-21).
هذا هو الهيكل الذي أخذه المسيح، كلمة الله ليسكن فيه بين بني البشر (يوحنا (1: 14)، ولكن، حتى تبطل قيمة الهيكل الحجري، ينبغي ليسوع نفسه أن يموت وأن يقوم من بين الأموات. لان هيكل جسده سوف يتهدّم ويُعاد بناؤه ثانيةً، تلك هي إرادة أبيه السماوي (يوحنا 10: 17-18).
وبعد قيامته، سيشكّل هذا الجسد علامة الحضور الإلهي على هذه الأرض، التي تسمح له ان يجعل ذاته حاضراً في كل الأمكنة وعلى مدى الأجيال، من خلال الاحتفال بالإفخارستيا. ومن هذا المبدأ فإن الهيكل القديم لن يبق عليه إلاّ أن يزول. وفي الواقع، في عام 70 م تمّ خراب أورشليم الذي يُظهر، بصفة حاسمة، نهاية دور الهيكل الحجري في التخطيط الإلهي.