21 - 03 - 2022, 03:20 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
“العظائم الّتي صنعها الإله القدير بها”: -
إنّ الله سَبق فعرفها واختارها قبل الخليقة كلّها لتخدم السرّ الّذي كان مكتومًا قبل الدهور.وفقًا للقديس باسيليوس الكبير، هي خُلاصة التطهير الّذي خضعت له الأجيال البارّة السبعة والسبعين، قبل الناموس وبعده، منذ آدم وصولاً إلى يواكيم البار.
-
إنّها قصيدة كلّ نبيّ وبداية النبؤات كلّها منذ سفر التكوين.
-
إنّها أمّ النعمة قبل زمن النعمة.
-
جعلها أرحب من السماوات كونها حملت في أحشائها الإله الّذيلا يسعه مكان.
-
أعظم العظائم هو حبلها بشكل يفوق الطبيعة بالله الكلمة، الّذي لم ينمُ في أحشائها بحسب قواعد علم الأحياء التطوّري الشائعة. يعلّم القديس باسيليوس في عظته الميلاديّة أنّه “كوَّن الطفل نفسه في لحظة وليس من خلال انقسامات صغيرة (للخلايا والقسيمات الجرثوميّة)…” يُشير القدّيس إلى أنّه في غياب الأمشاج والبويضات، جرى نموّ من نوع آخر، لا يختلف كثيرًا عن نموّ آدم القديم. إنّ حكمة الله، وهو الخالق المبدع، جبلَ آدم القديم من الطين. كذلك، منذ ألفي سنة، جبلَ حكمةُ الله نفسُه، الخالق المبدع، رداءً لنفسه، أيّ طبيعته البشريّة من دم العذراء الكليّ النقاوة. ورأى رئيس الملائكة جبرائيل ملكَ الملوك للمرّة الأولى في البشارة، بحسب ما جاء في الترنيمة الخاصّة بوالدة الإله (الثيوطوكيون) باللحن الأوّل، “إنّ جبرائيل لمّا تفوّه نحوكِ أيّتها العذراء إفرحي، حينئذٍ تجسّد سيد الكلّ فيكِ عند سماعه الصوت”… حملَتِ العذراءُ الطفلَ الصغير، الّذي استمّر ينمو بشكلٍ طبيعيّ لمدة تسعة أشهر، ولم تشعر بآلام الولادة ولا بأيّ ثقل أو إرهاق.
-
أخيرًا، ولدت ذاك الّذي من خلاله تمّ كلّ شيء، بدون أيّ تغيير أو فساد. حافظت على عذريّتها وبقيت عذراء خلال هذه الولادة الفائقة الطبيعة ولبقيّة حياتها، بما أنّها كرّست نفسها بالكامل لمشيئة الله الأوليّة، الّتي تحدّدت بالعذريّة. في غياب هذه النظريّة اللاهوتيّة الأرثوذكسية الخاصّة بآباء الكنيسة الواضحة تمامًا، يتصارع جيراننا المسيحيون غير الأرثوذكسيّون منذ قرون مع الفكرة القائلة إنّ للمسيح أخوة وأخطأوا مؤخرًا لدرجة مُحزنة حيث نسبوا لابن الله أفكارًا شهوانيّة وتكلموا حتّى عن زواجه، ومن الواضح أنّهم لم يعودوا يقبلون به كأحد أقانيم الثالوث. ليس هذا سوى روح المسيح الدّجال بحسب القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ. ويشير موقف الأرثوذكسيّة إلى أنّ الإتّحاد الأقنوميّ للطّبيعتين جعل المسيح محصّنًا بالكامل من أيّ أهواء وتجارب دنيويّة. كان يسوع الإنسان الحقيقيّ الوحيد الّذي لم يخرج عن إرادة الله الكاملة كما أعلن الآب في خلال معمودية المسيح والتجلي المقدّس: “هذا هو ابني الحبيب الّذي به سُررت”.
|