فكلُّ إنسانٍ نال،وينال وسينال، ما اكتسبه بأعماله - كلٌّ يحصد ما زرع.
هذه الفكرة الفلسفية الهندية تلفت النظر لسبب كونها تنطلق بدهاء من افتراض مؤداه أن سقوط كل إنسان بمفرده في هذه الحياة الأرضية هو أمرٌ لا يمكن تصوُّره. إلا أنها في ما خلا ذلك لا تقدِّم أي تفسيرٍ لشمولية الإثم أكثر مما تقدِّم النظريةُ البيلاجيوسية. فهي إنما تدفع الصعوبة إلى الوراء فترةً، إذ تنقلها من هذه الحياة إلى حياة سابقة الوجود، حياةٍ اتفق أن أحداً لا يتذكر من أمرها شيئاً، وليس لها حتى أساسٌ واحد، وما هي في الواقع إلا ترَف خيالي. أضف أن التعليم بأن كل امرئ سيُجازى على ما قدمت يداه هو عقيدة ثقيلة الوطأة على الفقراء والمرضى، والبائسين والمحرومين. فهي عقيدة خالية من الرحمة، وتقوم في مفارقة قاتمة مع أشعة النعمة الإلهية التي يتحدَّث عنها الكتاب المقدس.