رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
((عذراء بلا فساد))، ألا يصحّ القول، أكثر فأكثر، في حوّاء الجديدة؟)) كما ويلمّح هِيبّوليتُس(+325) عندما يشبّه المخلّص بتابوت العهد المصنوع من ((خشب غير قابلٍ للفساد))، ويقول: ((الربّ منزَّه عن الخطيئة لأنه، في طبيعته البشريّة، من خشبٍ غير قابلٍ للفساد، أي من العذراء والروح القدس.)) فإن كانت العذراء ((خشباً غيرَ قابلٍ للفساد))، فهي إذاً، مثلَ الذي كوّنتْه من ذاتها، ((منزَّهةٌ عن الخطيئة)) وكلّيّة النقاء. ويقول ديديمُس الإسكندريّ: ((كما أنّ الإنسان الأوّل قد خُلِقَ وكُوّنَ من التراب النقيّ، كذلك كان ينبغي للإنسان الكامل أن يُولَد من عذراء نقيّة.)) ومار افرام ((مدّاحُ أمّ الله)) يقول، مردِّداً ما طاب له كلمةَ ((كلّيّا)): ((مريم ممتلئةٌ نعمة، طاهرةٌ كلّيّاً، نقيَّةٌ كلّيّاً، بلا خطيئة كلّيّاً، بلا دنس كلّيّاً، بلا لومٍ كلّيّاً، جديرةٌ كلّيّاً بالتمجيد، نزيهةٌ كلّيّاً، طوباويّةٌ كلّيّاً... غريبةٌ كلّيّاً عن كلّ دنس وكلّ لطخة خطيئة.)) ذلك أنّ مريم هي، أولاً بأوّل، أمُّ الكلمة المتجسّد. وهو قد ((كَوَّن أمَّه)) بنفسه. فما أجملَ وما أكملَ ما كوّنه المسيح الفادي!.. والقديس أندراوس الكريتي: ((مريم طينٌ كوّنه الفنّان الإلهيّ، ومادّةٌ تُناسب تماماً التجسّد الإلهي... إنّها الخمير المقدّس الذي جبله الله، والذي بفضله يتخمّر عجين الجنس البشريّ كلّه.)) ويوحنا الموصلي: ((مَن يستطيع أن يُدرك عظائم تلك التي قُدِّستْ منذ أن حُبل بها واختارها الله من الرَحم؟ مباركة أنت يا جِزّةً رآها جِدعون فعرف سرَّك، لأنّ الندى الذي نَزَل عليك لم ينحدر على سواكِ، والسيلَ الذي انصبَّ على كلّ الأمكنة فأفسدها، لم يَنزِل عليك منه نقطة واحدة!)) |
|