الأسرة صورة للإله الثالوث وما يتميّز به من وحدة صمدانيّة في حركة أزلية بين ثلاثة. وهي إنعكاس حيّ، بين الناس، للزواج السرّي العظيم بين المسيح والكنيسة. فإذا عاشت الأسرة هذا الحبّ وخلّدت هذا السرّ العظيم فهي تشترك في خصوبة الله الخلاّقة وتقدّس ذاتها في الوئام والسلام والمجّانيّة والفرح. وعلى الأسرة أولاً وخصوصاً يجب أن نعوّل في تربية الحبّ، وتطوير معنى الشخصيّة وتعزيز حرمة الجسد واحترام المرأة والولد. ولا بدع، فصميم دعوة الأسرة وعطاؤها المميّز الذي لا بديل منه ولا ثمن يوازيه، إنّما هو تربية الحبّ. وفي ما عدا ذلك، وفي أحسن الحالات، لا بدّ -مثلاً- من أن تتحوّل الزمالة إلى صداقة، وروح التضامن إلى روح خدمة نزيهة، والتباهي في الضيافة والكرم إلى صفات قلب متواضعة.
في الأسرة يتصدّر الحبّ كلّ شيء بمنتهى العفوّية ويتغلّغل في كلّ شيء. إنه التربية الخصبة التي يجب تنميتها وتنقيتها والتي منها تتغذّى الفضائل الأخرى.