رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي: "يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني َ" فتشيرالى الصلة بين "خدم يسوع" و"تبع يسوع" التي هي من معطيات الانجيل الاساسية. يسوع هو الخادم الذي يبذل نفسه عن الآخرين "لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس"(مرقس 10: 45). عاش يسوع حياته وموته كخادم، عرف معاناة البشر وخضوعهم للخطيئة والموت، تألّم معهم ومن أجلهم، وأدرك أنّ " وآخِرُ عَدُوٍّ يُبيدُه هو المَوت" (1 قورنتس 15: 26). "وهو الَّذي في أَيَّامِ حَياتِه البَشَرِيَّة رفعَ الدُّعاءَ والاِبتِهالَ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ ذَوارِف إِلى الَّذي بِوُسعِه أَن يُخَلِّصَه مِنَ المَوت، فاستُجيبَ لِتَقْواه. وتَعَلَّمَ الطَّاعَةَ، وهو الاِبن، بما عانى مِنَ الأَلَم ولَمَّا بُلِغَ بِه إِلى الكَمال، صارَ لِجَميعِ الَّذينَ يُطيعوَنه سَبَبَ خَلاصٍ أَبَدِيّ" (عبرانيين 5: 7-9). يسوع إذاً هو الخادم الذي يهب نفسه عن الآخرين (مرقس 10: 45). ومن هذا المنطلق، إن حياة التلميذ الأصيل تُحدِّدها حياة يسوع: فلا بدَّ له ان يتبعه في الخدمة " مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني" (متى 16: 24). فدور الخادم ان يقاسم المعلم موتَه ثم قيامته. واليوم، إذا أردنا أن نتبع يسوع علينا ان نحبّه ونخدمه ونمجّده، حيث ان طريقنا تمرّ بالضرورة بما لا يشتهيه العالم، أي روح التطويبات روح الزهد والفقر والتواضع، والخدمة السخيّة والمصالحة المتجدّدة، وقبول عدم الفهم والرفض والاستهزاء وحتى الموت في سبيله وسبيل البشارة. |
|