التربية خدمة للولد والمجتمع. فمن فقد اهتمامه بأولاده، أو من ظن أن أولاده صفحة بيضاء يطبعها بشخصيته ورغائبه عدّ أنانياً. فللولد شخصيته، وعلى المربّين الحقيقيين أن يكرسوا جهودهم في خدمة هذه الحياة الجديدة لتنمو بحرية ويوجهوها التوجيه السليم الذي يشذب الشذوذ ويصحح الاعوجاج وينمّي المواهب وفي طليعتها الإيمان والمحبة.
فإذا عبق جو العائلة بالمحبة لله وللقريب، تشرّب الولد هذه الروح وتنشقها دون عناء وقدّرها حق قدرها واحترم القيم التي يعيشها أهله أمامه فتكون لهعوناً ثميناً لينمو نمواً صحيحاً متكاملاً.
والكنيسة تعلمنا أن العيلة هي المدرسة الأولى للفضائل الاجتماعية التي لا غني عنها لأي مجتمع وبنوع أخص في العائلة المسيحية الغنية بنعمة الزواج ومتطلباته.
يجب أن يتلقن الأولاد منذ نعومة أظفارهم أن يمجدوا الله ويكرموه وأن يحبوا القريب. في العائلة يختبرون الكنيسة والمجتمع الإنساني الصحيح كما يدخلون بواسطة العائلة في الجماعة البشرية وفي شعب الله.