( شرح )لحن هيتين ني ابريسفيا

[Marina Greiss]

لحن هيتين ني ابريسفيا



من طقوس كنيستنا





القس مكسيموس عبد الله



يُصلي الشعب هذا اللحن الجميل بعد صلاة الصلح.

صلاة الصلح:

سُميت هكذا لأن الأب الكاهن يذكر فيها عمل المسيح العجيب نحو المصالحة بين الإنسان وخالقه، ونقضه حائط السياج المتوسط أي العداوة القديمة التي كانت بحسد إبليس، لأن الله الآب أراد "أنْ يُصالِحَ بهِ الكُلَّ لنَفسِهِ، عامِلاً الصُّلحَ بدَمِ صَليبِهِ، بواسِطَتِهِ، سواءٌ كانَ: ما علَى الأرضِ، أم ما في السماواتِ" (كو1: 20).

صلاة الصلح التي فيها صالح السيد المسيح السمائيين مع الأرضيين وجعل الاثنين واحدًا، وذلك عندما قدّم ذاته عن خطايا العالم كله ذبيحة حيَّة.

وتسمى صلاة الصلح بصلاة "التقبيل"، لأن في نهايتها يُنادي الشعب قائلاً: "قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مُقدَّسة"، وبعد التقبيل يُنشد الشعب لحن هيتين ني ابريسفيا أي بشفاعة والدة الإله.. وفيه نطلب شفاعة القديسة العذراء مريم المقبولة لدى ابنها الحبيب يسوع المسيح لينعم لنا بغفران خطايانا.. وإذ ينعم لنا الرب بغفران خطايانا نقدم له السجود والتمجيد اللائقين.

كلمات اللحن:

كلمات اللحن كلها باللغة القبطية ما عدا الجملة الأخيرة منه (اليئوس إيرنيس ثيسيا إي تي سيئوس) فهي كلمات يونانية.

معنى اللحن الجميل:

العذراء مريم أم الكنيسة كلها تفرح حينما ترى أبناءها يقبلّون بعضهم بعضًا بقبلة المحبة المقدسة، وهذه القبلة تثبت الصلح والسلام الذي بين المؤمنين بعضهم مع بعض إلى جانب صلحهم مع الله، وبذلك يؤهلون للدخول إلى القداس والتناول من الأسرار المقدسة.

لذا بعد أن أعلن الشعب تصالحه ومحبته بصلاة الصلح والقبلة المقدسة أصبح مستأهلاً بشفاعة أمه القديسة العذراء مريم ومستحقًا لعبادة الثالوث القدوس والسجود له، خصوصًا أن الله أظهر محبته ورحمته وسلامه "رحمة السلام" بالصليب الذي عليه "الرَّحمَةُ والحَقُّ التَقَيا. البِرُّ والسَّلامُ تلاثَما" (مز85: 10)، ويُقدم الشعب لله ذبيحة التسبيح أي ثمرة شفاه معترفة باسمه كتقدمة شكر على محبته ورحمته وسلامه الذي أنعم به علينا.
eيؤدي الشعب لحن هيتين ني ابريسفيا بروح واحدة دليل على شعورهم بالمصالحة التي تمت بعد صلاة الصلح، والتقبيل المقدس ما هو إلاَّ تعبير عن اتحاد أعضاء الكنيسة في الجسد الواحد.

بشفاعة والدة الإله:

الشفاعة هي التوسط بين شخص وآخر، وهي دليل المحبة، ومؤسسة على معاملة الله الجماعية للبشر، وليست هي معاملة فردية فحسب، والروح القدس "نَفسَهُ يَشفَعُ فينا بأنّاتٍ لا يُنطَقُ بها" (رو8: 26). وشفاعة القديسة العذراء مريم تختلف عن شفاعة باقي القديسين.. إذ هي لها حق الطلبة والسؤال.

نغمة اللحن:

تُعبر عن اللجاجة في الطلب من أجل المغفرة، والسيد المسيح نفسه علَّمنا اللجاجة في الصلاة، حينما كان يُصلي في بستان جثسيماني وصار عرقه كقطرات دم.."وإذ كانَ في جِهادٍ كانَ يُصَلّي بأشَد لَجاجَةٍ، وصارَ عَرَقُهُ كقَطَراتِ دَمٍ نازِلَةٍ علَى الأرضِ" (لو22: 44).

وأيضاً كانت الكنيسة تُصلي بلجاجة من أجل بطرس وهو في السجن.."فكانَ بُطرُسُ مَحروسًا في السجنِ، وأمّا الكَنيسَةُ فكانَتْ تصيرُ مِنها صَلاةٌ بلَجاجَةٍ إلَى اللهِ مِنْ أجلِهِ" (أع12: 5).

وضرب السيد المسيح مَثَل قاضي الظلم وقال: "أفلا يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ، الصّارِخينَ إليهِ نهارًا وليلاً، وهو مُتَمَهلٌ علَيهِمْ؟ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ يُنصِفُهُمْ سريعًا!" (لو18: 7-8). ويتخلل اللحن لحظات خشوع وسجود للرب.

ونحن نقول: "يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا"، فينحني الشعب: "نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس"، وفي هذا تُعلّمنا الكنيسة عقيدتنا الأرثوذكسية وإيماننا بالثالوث القدوس، ونختم اللحن بذبيحة التسبيح..



"يا إلهنا الحي الذي قبل ذبيحة هابيل الصديق وأبينا إبراهيم وفلسي الأرملة. اقبل منا نحن أيضاً أصواتنا مع الغير المرئيين. احسبنا مع القوات السمائية. ولنقل نحن أيضًا مع أولئك بأصوات لا تسكت وأفواه لا تفتر ونبارك عظمتك". لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

[Mary Naeem]

شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك

[Marina Greiss]

ميرسى يامارى على مرورك