يكشف الإنسان ما في قلبه من خلال الكذب. والكذب في مدلوله الواسع هو الغش، والخداع، وعدم مطابقة الفكر واللسان "أَلسِنَتُهم سِهامٌ قاتِلة في أَفْواهِهمِ يَنطِقونَ بِالمَكْر ويُكَلِّمونَ أصدِقاءَهم بِالسَّلام وفي بَواطِنِهم يَكمُنون لَهم" (إرميا 9: 7). يطلب يسوع من اتباعه الوضوح والصراحة "فلْيَكُنْ كلامُكم: نعم نعم، ولا لا. فما زادَ على ذلك كانَ مِنَ الشِّرِّير" (متى 5: 37). وجعل بولس الرسول من كلام يسوع قاعدة للسلوك (2 قورنتس 1: 17)؛ لذلك يوصي المسيحيين " لا يَكذِبْ بَعضُكم بَعضًا، فَقَد خَلَعتُمُ الإِنسانَ القَديم وخَلَعتُم معَه أَعمالَه " (قولسي 3: 9)، "وكُفُّوا عنِ الكَذِب ((ولْيَصدُقْ كُلٌّ مِنكُم قَريبَه))، فإِنَّنا أَعضاءٌ بَعضُنا لِبَعْض" (أفسس 4: 25). فالكذب يكون بمثابة عودة إلى الطبيعة المشوَّهة بالخطيئة، ويُوقعنا في تناقض مع التضامن بيننا في المسيح. ومن هذا المنطلق، ينبغي على المؤمن الحقيقي أن ينبذ الكذب من حياته، ليصير في وحدة شركة مع إله الحق كما أشار صاحب المزامير في صلاته " يا رَبُّ، مَن يُقيمُ في خَيمَتِكَ ومَنْ يَسكُنُ في جَبَلِ قِدسِكَ؟ السَّالِكُ طَريقَ الكَمالِ وفاعِلُ البِرِّ والمُتَكَلِّمُ مِن قَلْبِه بِالحَقِّ (مزمور 15: 1-2).